الأمير خالد الفيصل يلقي كلمة في افتتاح المؤتمر ناقش المشاركون في مؤتمر حركة التأليف والنشر في العالم العربي» كتاب يصدر أمة تتقدم» الأسباب الجوهرية والعميقة للأزمات الماثلة في مشروع التأليف والنشر في الوطن العربي بما هو جزء من أزمة المشروع النهضوي العربي ككل. وطغت الشفافية والصراحة في الجلسة الأولى التي عقدت أمس على العديد من المداخلات التي قدمت وما رافقها من نقاش وحوار بين الباحثين المشاركين من جهة وبين الباحثين والجمهور المشارك والذي فاق طاقة قاعة المؤتمر الأساسية على الاستيعاب.
وكان المؤتمر الذي حضره ممثلون للرؤساء اللبنانيين الثلاثة بالإضافة إلى وزراء ونواب وشخصيات فكرية وثقافية ومندوبون عن دور النشر والتوزيع، افتتح بكلمة لرئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل استهلها بالتذكير بما رصده تقرير مؤسسة الفكر عن حالة الحراك الثقافي العربي عام 2008 من أرقام وتحليلات تؤكد حالة التدني المخيف الذي تشهده حركة التأليف والنشر على الساحة العربية. وقال الأمير خالد: إن ذلك يتطلب النجدة لتدارك الوضع بفض الإشكالية بين المبدع والناشر والموزع، وعلاج ظاهرة العزوف عن القراءة.
وأوضح الأمير خالد أن حصة ما يزيد عن المئة ألف مواطن عربي نسخة واحدة من كل كتاب مطبوع، داعيا إلى التصدي للأمية الهجائية التي فاق معدلها عربيا 27% والاهتمام بأدب الطفل وذوي الاحتياجات الخاصة إلى غير ذلك من وسائل علاج المشكلة.
وقال الفيصل: نناقش تحت قبة المؤتمر قضية مصيرية وطرحا موضوعيا وحوارا شفافا لكل أبعادها بغية الوصول إلى حلول عملية تمكن أمتنا العربية من استعادة وعيها المعرفي والتواصل مع آليات العصر.
وأضاف أن الثقة معقودة على هذه القامات الفكرية السامقة الممثلة لكل عناصر القضية وهي قادرة، بعون الله وتوفيقه، على إنجاز المهمة مهما تكن وعورة مسالكها.
وأكد الوزير تمام سلام الذي ألقى كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية أن النهضة العربية لا تقوم إلا على أكتاف مواطنين متنورين ملتزمين مسيرة التطور في مناخ التنمية الثقافية الشاملة. وثمن سلام الجهد المميز لمؤسسة الفكر العربي ورئيسها الأمير خالد الفيصل على رفد تقرير التنمية الثقافية في العالم العربي بالمؤتمر الحاضر، وقال إن المؤتمر يأتي في سياق منطقي وتوقيت مميز وصولا إلى مرحلة النقد والاستشراف والتخطيط بوصفها الركيزة الأساسية لأي نهوض عربي مستقبلي، معتبرا أن الإنماء الثقافي والتفاعل الإنساني المتكافئ يحققان العملية التغييرية الدؤوبة والتقدم المنشود. ورأى سلام أن الواقع الثقافي يحتاج إلى معالجة جذرية مشيرا إلى أن الدور البناء الذي قامت به دور النشر والتوزيع والمكتبات لا يكفي لإطلاق حركة نهضوية شاملة مرتكزة إلى قواعد إنسانية ثقافية راسخة. وبعد أن وجد سلام فارقا كبيرا بين الماضي والحاضر على صعيد المعرفة والعلم قال إنه لا يمكن تجاهل الحقائق التي تصفع الواقع الثقافي لجهة النسبة المتدنية لوصول الكتاب إلى المواطن العربي مقارنة بالغرب، عازيا ذلك إلى تراجع عملية التأليف وتدني نسبة القرائية.
ودعا سلام إلى دراسة الواقع ووضع خطط المعالجة مشيرا إلى أن مسؤولية التخطيط والتنفيذ هي واجب المجتمع المدني وهيئاته ومؤسساته التربوية والإعلامية.
وأكد سلام أن مشاريع النهضة العربية لا يمكنها أن تتسم بالجدية ما لم ترصد في خططها قيمة التغيير الذي يحمله الكتاب وحركة النشر.
وتوجه إلى المؤتمرين بالقول: أنتم اليوم تسابقون الزمن ومطالبون بإضاءة نور عتمة الاستكانة بدلا من لعن الظلام.
وقد أقام الأمير خالد الفيصل حفل عشاء في بيروت أمس بمناسبة انعقاد مؤتمر حركة التأليف والنشر في العالم العربي الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي .
وحضر الحفل الوفد المرافق لسمو الأمير خالد الفيصل وعدد من الوزراء والنواب وعدد من السفراء العرب المعتمدين في لبنان وعدد من الشخصيات الثقافية والفكرية والأكاديمية ورؤساء تحرير الصحف ورجال الصحافة والإعلام .

__________________
[mark=#CC3300]
رمضان كريم
[/mark]