|
المنتدى الإسلامي :: كل مايهم الاسرة المسلمة من مواضيع إسلامية :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-01-2009, 02:00 PM | #1 (permalink) |
.:: عضـو ممـيز ::. تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 284
معدل تقييم المستوى: 16 | خسرت حُسن عشرة زوجها بسبب علاقتها بغيره باختصار أنا لي علاقة مع شاب تعرفت عليه عن طريق المنتدى ثم الماسنجر ثم الجوال ، وقد كشف زوجي الأمر وغضب عليَّ ، وقال لي : لولا الأبناء لأصبحت مطلقة ، ولكن أصبر وأتزوج بأخرى ، أنا أدركت ذنبي وتبت ، وبدأت حياتي من جديد ، وأصبحت أُكثر الاستغفار والحمد والشكر على النعمة ، لكن زوجي كل يوم يسمعني كلاما يهز الجبال ، كرهته ولكن صبرت ، وحاولت أن أحبه ، وألبي جميع طلباته التي كنت في السابق لا ألبيها ، تعبت من كثر الطلبات ، ولم أقل شيئا ، بل برحب وسعة ، لكن لا أجد إلا السب والشتم وتذكيري بالعلاقة السابقة ، وبعد عدة أشهر رجع الشاب واتصل عليَّ ، واستمر بذلك وبإرسال الرسائل ، ولكن خشيت من زوجي ؛ لأنه إذا رن جوالي برقم غريب يطلب مني أرد ، وأرفض ، قال لي : ردي لعله ذلك الشاب ، وإذا رديت أصبح الشخص غلط ، قال لي أكيد بينكم رموز ، ماذا أفعل ؟ أصبحت أخاف من الجوال ، وأخفيه عن زوجي دائما خوفا أن يرن رقم غريب ، ويشك بي . ماذا أعمل مع ذلك الشاب ، مللت الحياة ، تمنيت الموت كل الذي أستطيع عمله قراءة القرآن. الحمد لله لا يزال الطمع في قلب ابن آدم حتى يهلكه ، وما حرم القناعة إنسان إلا تاه في أودية الهم والاضطراب ، يتلفت يمنة ويسرة لعله يجد ما يملأ به نفسه التي تمنى وتشتهي ، ولا يملأ قلب ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب . وأسوأ الطمع ما تُقتَحَمُ به الحرمات ، وتضيع فيه الأعراض : كالطمع في زوجات المسلمين وأعراضهم ، أو طمع النساء في شباب المسلمين ، وعدم القناعة بالزوج الذي مَنَّ الله به عليها ، وقد علم المسلمون جميعا أن اللذات لا تنال بمعصية الله تعالى ، وأن السعادة إنما تتوافر في طريق الطاعة وحفظ حدود الله عز وجل . أختي السائلة : لقد كانت المعصية سببا في هلاك أمم سابقة ، فهل تظنين أنها ستكون سببا في سعادة إنسان ؟! كما كانت المعصية أيضا طريقا إلى النقم ، فهل تريدينها أن تكون مجلبة للنعم ؟! والله عز وجل يقول : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/ 30 . قد يكون من السهل الوقوع في الخطأ ؛ فالنفس تندفع برغبات اللذة والشهوة نحو المعصية ، لكن من الصعب تحمل التبعات ، والتعامل مع آثار تلك الأخطاء . قال ابن القيم رحمه الله: " الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ؛ فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة ، وإما أن تقطع لذة أكمل منها ، وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة ، وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه ، وإما أن تُذهب مالا بقاؤه خير له من ذهابه ، وإما أن تضع قدرا وجاها قيامه خير من وضعه ، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة ، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا لم يكن يجدها قبل ذلك ، وإما أن تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة ، وإما أن تنسى علما ذكره ألذ من نيل الشهوة ، وإما أن تشمت عدوا وتحزن وليا ، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة ، وإما أن تحدث عيبا يبقى صفة لا تزول ، فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق " انتهى . " الفوائد " ( ص 139 ) . وأنت اليوم في المشكلة التي تعرضين إنما تواجهين نتائج أخطاء تراكمت ، ومعاص تساهلت بها ، ثم لم تحسني التوبة منها : - أما محادثتك مع ذلك الشاب فمن أقبح ما يمكن أن يصدر من امرأة أنعم الله عليها بالزوج والمنزل والولد ، وكفاها بؤس الحياة الذي يواجهه كثير ممن حرموا البيوت السعيدة والحياة الهانئة . وقد كفانا زوجك مؤونة اللوم والعتاب ، فهو يسمعك كل يوم كلاما " يهز الجبال " - على حد وصفك - ، والمقصود هو أن تدركي من قرارة قلبك عظيم الخطأ الذي ارتكبت . - وأما ما ذكرت بشأن عدم تلبيتك رغبات الزوج وحاجاته في السابق ، فهي معصية أخرى كان لها أثر كبير في تحويل حال أسرتك إلى هذا العناء . ألم تعلمي أن طاعة الزوج واجبة ، وأن خدمته وتلبية طلباته من أفضل ما تقدمه الزوجة عند الله وعند الناس ، وقد جاء عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِابْنَةٍ لَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَذِهِ ابْنَتِى قَدْ أَبَتْ أَنْ تَزَوَّجَ ، فَقَالَ لَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : أَطِيعِى أَبَاكِ ، فَقَالَتْ : وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِى مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ، قَالَ : حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَوْ كَانَتْ لَهُ قُرْحَةٌ فَلَحِسَتْهَا مَا أَدَّتْ حَقَّهُ ) رواه النسائي في " السنن الكبرى " ( 3 / 283 ) ، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " ( 3 / 98 ) : إسناده جيد ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 3148 ) . ونحن نصارحك القول : بأن العلاج يبدأ من هذه الفكرة : يبدأ من حيث طاعة الله ورضاه سبحانه ؛ لأن المصيبة بدأت من معصيته ومخالفته ، وقد وعد الله عز وجل التائب بتبديل السيئات إلى حسنات ، ووعده فضلا منه وأجرا . التوبة تبدأ من الحزم والعزم بترك ما فرط من معصية ، وقطع كل صلة محرمة ، وفي قصتك تبدأ من إلغاء الهاتف الجوال بالكلية ، وعدم العودة إليه حتى تطيب نفس الزوج بشراء رقم جديد لك ، إذا فعلت هذا فقد أثبت لزوجك ولنفسك صدق توبتك والرغبة الجادة في الإصلاح . وكيف تريدين من زوجك أن يتجاوز ما مضى وأنت لم تتجاوزيه وعدت إليه ؟! لقد حفظ لك زوجك حقا عظيما وطوقك بمنة كبيرة حين أعطاك فرصة جديدة للعيش معه ، ولعل سبب ذلك الحقيقي رغبته فيك ومحبته لك ، وإلا فقد كان التسلسل المنطقي للأحداث أن تتجه نحو الفضيحة والفراق والطلاق ، لكن الله مَنَّ ولطف وأنعم عليك بالستر والبيت والأسرة ، فالواجب أن تبادلي زوجك بالإحسان إحسانا ، وتحفظي حدود الله فيه ، فتقطعي فعليا كل وهم وسبيل إلى عودة اتصال ذلك المعتدي بك ، ولكن الذي حصل منك هو تكرار للخطأ ، وإصرار على المعصية ، وتساهل في تحقيق التوبة . فهل تنتظرين بعد ذلك توفيقا وإصلاحا ؟ كيف تسمحين لنفسك تكرار سماع صوت ذلك الشاب ، واستقبال الرسائل منه مرة أخرى ، وكيف عدت إلى تحميل زوجك همَّ الوسواس الذي يصيب كل إنسان حين يرى ريبة من زوجته ، كيف تريدينه أن يثق بك من جديد وأنت لم تمنحيه الثقة الكافية ، ونحن نؤكد لك أن استمرارك على هذه الحال سيؤدي إلى خسران أعظم مما أنت فيه ، تأملي حالك لو أن زوجك أخبر أهلك بما تفعلينه ، لا شك أن ما ستكونين فيه من هموم وغموم أعظم مما أنت فيه الآن . نحن ندعوك – أختنا السائلة – إلى ضرورة الاستدراك والإصلاح ، وقد قطعت شوطا جيدا ، ليبقى لك الكثير أيضا ، فنوصيك بتقوى الله عز وجل ، والحرص على البيت والزوج والأبناء ، ولا تلتفتي إلا إلى رضوان الله تعالى ، ليكن هذا همك وسعيك ، واثبتي ولا تيأسي من المحاولة ، واستمري على حسن العشرة والطاعة بالمعروف ، ولا يُقعدك ما تجدينه من نفور الزوج وسوء معاملته ، فإِنْ صَدَقْتِ اللهَ في التزامك بشرعه صدقك هو سبحانه فأصلح لك زوجك ولو بعد حين ، وأعاد حاله إلى السعادة المرجوة ، ودرء عنك كل فتنة وتعاسة ، وماذا يبتغي الإنسان من دنياه سوى حياة هادئة صفوها العافية ، وسرها العبودية ، فإذا أكرم الله العبد بشيء من ذلك فليحافظ على النعمة بشكرها وتقوى الله فيها ، والقناعة كنز لا يفنى . نسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق والسعادة . والله أعلم
__________________ ((ســـبــحا ن الـــلـــه وبــحــــمـــده ســـبـــحا ن ألـــلـــه العظيم)) |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اشترطت على زوجها أن لا يشرب الدخان ولم يلتزم بالشرط | أبوعايض الزبني | المنتدى الإسلامي | 6 | 10-04-2009 08:24 AM |
زوجها عمها بغير رضاها وزوجها يشرب الخمر ويضربها | أبوعايض الزبني | المنتدى الإسلامي | 2 | 10-02-2009 12:28 AM |