بسم الله الرحمن الرحيم
إنه من دواعي سروري ومن عظيم الشرف لي أن أتحدث عن والدي / عايض بن عوض بن ذويبان رحمه الله تعالى والذي كان من أوائل من سكن مدينة حائل هو وجاره فلاح الطحير رحمه الله تعالى والذي كان بيتهما عامرا لربعهما وأبناء عمومتهما .
وأحب هنا في هذا المنتدى الطيب بأهله ، وقرائه ، أن أروي لكم صورة مشرقة ومشرفة من صور حياة والدي رحمه الله عن قرب كولد من أولاده .
فقد كان بيت والدي عايض رحمه الله ، وبيت فلاح رحمه الله مفتوحين لجميع الزبون .
ومن هنا أردت أن استرجع الذكريات حينما كنت صغيرا في السن ، فكانت حياتي فيها إضاءات لهذا الرجل الكريم رحمه الله ، والذي علمنا بصدق وبواقعية معنى الكرم وضيافة الضيف .
فكان منزله - رحمه الله – مفتوحا للبعيد والقريب.
فلم أذكر أنني استيقظت من نومي صباحا إلا وأجد في مجلسه رجلا أو رجلين أو أكثر من أبناء عمومته وربعه ، فقد كان بشوشا في وجه قاصديه ، ورجلا مكراما للضيف ، ورجلا ناصحا ، وذا دين وتقى ، فقد عرفت هذه الأشياء الجميلة فيه عن قرب كابن له .
ومما يحكى بشهادة الجميع أن خاله مشعان الوهيداني قد جاء في إحدى المرات إليه ولم يكن والدي رحمه الله يملك من حطام الدنيا شيء غير ( قعود ) له وذلك حينما كان في بداية حياته شابا ، فطلب منه خاله ذلك القعود فأعطاه إياه ، وبرغم حاجته الماسة لذلك القعود ورغم مرارة الحياة وعيشها في ذلك الوقت ، إلا أنه رحمه الله لا يستطيع أن يقاوم نفسا زكية وكريمة تعيش بين جنبيه ، فقد كان همه مساعدة المحتاج مهما كان ، بغض النظر عن مسألة القرب والبعد في النسب والأرحام .
فالإنسان منا أيها الإخوة يعيش دائما بما جبلت نفسه عليه .
وهكذا كان والدي عايض بن عوض رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، ورحم الله جاره فلاح الطحير رحمة واسعة .
اللهم آمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد .