الخوف من أنفلونزا الخنازير يلقي بظلاله على موسم الحج الخوف من أنفلونزا الخنازير يلقي بظلاله على موسم الحج تتجه أنظار المسلمين في شتى بقاع الأرض هذه الأيام إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة ، حيث يؤدي ملايين المسلمين مناسك الحج ، وسط مخاوف من تعرض الحجاج إلى الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير. وفي مطار اسطنبول ، يتجمع الرجال بملابس الإحرام البيضاء ، وتغطي النساء القادمات من أوزبكستان واقليم شينجيانج حيث اغلبية الويغور المسلمة في الصين ، رؤوسهن بحجاب رأس ملون ، ويحمل الجميع الأكياس البلاستيكية وأواني حفظ المشروبات ، الساخنة أو الباردة. وتتوه أبصار الحجاج الأجانب في مطار اسطنبول وسط حالة من التشوق "لرحلة العمر" التي ستحملهم خلالها طائرات الخطوط التركية إلى السعودية لأداء مناسك الحج ، والذي يبلغ ذروته غد الخميس بالوقوف على جبل عرفات. وأدى الخوف من مرض أنفلونزا الخنازير إلى تراجع عدد الحجاج القادمين لمكة والمدينة من الخارج ، هذا العام إلى حوالي 6ر1 مليون حاج ، مقابل أكثر من 3 ملايين خلال العام الماضي 2008 ، فيما تشير التوقعات إلى أداء نحو نصف مليون شخص المناسك من داخل المملكة. وفي ظل المخاوف من انتشار أنفلونزا الخنازير خلال موسم الحج ، فرضت الحكومة التونسية حظرا على سفر حجاجها هذا العام خشية أن يصاب احدهم بفيروس "اتش 1 إن 1" المسبب لأنفلونزا الخنازير ومنع انتقال العدوى إلى الشعب التونسي بعد عودة الحجاج. أما الحجاج الذين يتسمون بالورع من أوزبكستان والصين فلا تنتابهم هذه المخاوف على الإطلاق لأن معظمهم من كبار السن ولطالما انتظروا طويلا وادخروا كثيرا لتحقيق "الحلم الغالي" الذي ليس من السهل ان يتكرر بالنسبة لهم مرة أخرى في حياتهم. فأنت ترى هؤلاء في مطار اسطنبول بلا أقنعة واقية على الأفواه ، على النقيض من الحجاج الأتراك الذين يتخذون الاجراءات الوقائية اللازمة للحماية من هذا المرض. ووصل أربعة أوروبيين إلى مطار اسطنبول للحاق بالطائرة المتوجهة إلى جدة، غير أن موظفي الخطوط التركية أكدوا لهم أن الطائرة مخصصة للحجاج ، وعرضوا عليهم أربعة أماكن أخرى على متن الطائرة التي ستقلع في وقت لاحق إلى العاصمة السعودية الرياض ، وليس إلى جدة. ويقول أحد هؤلاء الاربعة ، وهو مهندس سويسري يدعى دومنيك جيسلر ، "ماذا أفعل بالذهاب إلى الرياض التي تبعد عن جدة بنحو 850 كيلومترا ، فضلا عن أنني حضرت من مدينة بازل إلى جدة لافتتاح مصنع للكيماويات". وأعلنت المملكة قبل الحج بأسابيع حالة الاستنفار لخدمة الحجاج القادمين من انحاء شتى من العالم، ويتوجه مئات الآلاف من مطار جدة بالسيارات والحافلات إلى المشاعر المقدسة. وتعتزم الحكومة السعودية خلال الأعوام المقبلة اقامة مطار دولي كبير في المدينة المنورة بعد أن طرح مهندسو مجموعة "دورش" الألمانية في آذار/مارس الماضي التصميمات الخاصة بهذا المطار العملاق ، غير أن الصفقة لم تحسم بعد. والى جانب الخوف من أنفلونزا الخنازير وتحديات انتقالات الحجاج ، تواجه السلطات السعودية هذا العام مخاطر التوترات السياسية من جانب الحجاج الايرانيين، خاصة في ظل تبادل التصريحات القوية من قبل قيادتي الدولتين عبر وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة. ومن جانبه ، حذر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، المفتى العام في المملكة ، من استغلال موسم الحج لاغراض سياسية ، وأكد أن هذا يتعارض مع تعاليم الإسلام ، فيما طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل أسابيع بعدم اصدار احكام مسبقة بحق الحجاج الايرانيين . كان حجاج إيران نظموا مظاهرات خلال موسم حج عام 1987 ضد الولايات المتحدة ، حيث وقعت مصادمات بينهم وبين أجهزة الأمن السعودية راح ضحيتها أكثر من 400 ، معظمهم من الحجاج الايرانيين. ويؤكد أبو بكر ، القادم من الشيشان ، لصحيفة "المدينة" السعودية أنه لا يخشى المرض أو المظاهرات أو الانتقالات لأنه حضر من بلاده إلى مكة سيرا على الأقدام عبر تركيا وسوريا والأردن ليعيد إلى الأذهان "قوافل الحجاج" في الماضي.
__________________ [mark=#CC3300] رمضان كريم
[/mark] |