التعليم كل إنسان منا لديه ميول في مجال ما كالفن أو الأدب أو العلوم أو غيره، والبعض منا لديه ميول في أكثر من مجال. إذا سخر الإنسان قدراته في أحد المجالات التي يحبها سيكتشف أن لديه طاقة هائلة تكمن بداخله. هذه الطاقة ستمكنه من العمل لساعات طويلة دون كلل أو ملل. ستعطيه الدافع للصبر والمحاولة من جديد إلى أن يصل إلى طموحه. ستخرج روح الإبداع التي لديه، والتي من خلالها يمكنه إضافة الجديد لمجاله وخدمة مجتمعه وبلده، لذا من المهم جداً أن يتخصص الإنسان في مجال يحبه. 1 تحديد المجالات عملية تحديد المجالات التي تناسبك ليست سهلة لأن هناك بعض المجالات التي تناسبك لكنك لم تكتشفها بعد لأنها لم تمر عليك ولم تتعامل معها من قبل. كما أن هناك مجالات تميل لها وتعتقد أنها تناسبك لكنك تجهل ما إذا كانت تناسبك بالفعل لأنك لم تجربها بعد. عندما تخرجت من الثانوية كان مجال التجارة من ضمن المجالات التي لم يكن لدي مانع في التخصص فيها. أخذت بعض المساقات في مجال التجارة أثناء دراستي الجامعية من باب الاستفادة منها في مجال العمل، ومن خلال هذه المساقات اكتشفت أنه مجال لا يناسبني البتة، فلم أكن استمتع بالمساقات التي درستها، كانت تشعرني بالضجر ولم تحفزني على التعلم! طبعاً، هذا لا يعني أن مجال التجارة ممل، فهناك الكثيرين ممن يستمتعون بدراسته لكني لست واحدة من هؤلاء ولم أعلم بذلك إلا بعد التجربة. من ناحية أخرى، هناك مجالات كالتعليم التي لم أعلم أنها تناسبني إلا بعد أن التحقت بالجامعة وبدأت أقرأ كتب وأبحاث وأشارك في أنشطة ونقاشات تدور حولها. وجدت متعة في هذا المجال ورغبة في الإبحار فيه وتعلم المزيد. من المهم أن تبدأ عملية البحث عن تخصص مناسب لك في سن مبكرة حتى عندما تتخرج من الثانوية تكون لديك فكرة واضحة عما تريد أن تفعله في المستقبل. على أية حال، قسمت عملية تحديد المجالات التي تناسبك إلى خطوتين هما: البحث عن مجالات تميل لها، والتعرف على هذه المجالات. 1.1 البحث عن المجالات في هذه الخطوة ستبحث عن مجالات تميل لها وتعجبك لأنه كلما اخترت تخصص في مجال أنت تميل إليه، كلما استمتعت بدراستك في الجامعة وتمكنت من تقديم الكثير في هذا المجال أثناء وبعد تخرجك من الجامعة. الطرق التالية ستساعدك في البحث عن مجالات تعجبك: 1. حدد المواد الدراسية التي تستمتع بدراستها، لأن ذلك سيساعدك كثيراً في اختيار التخصص الذي يناسبك، فإذا لم تكن تحب الرياضيات والفيزياء والكيمياء فاحتمالية أن يعجبك مجال الهندسة ضعيفة جداً. 2. تحدث مع أصدقائك أو أقربائك أو مدرسيك للاطلاع على المزيد من المجالات الموجودة فأحد هذه المجالات قد يعجبك. إذا لم تجد من تتحدث معه، فحاول البحث عن أشخاص يمكنهم مساعدتك على شبكة الانترنت واتصل بهم عبر البريد الالكتروني الخاص بهم. 3. حدد مواضيع الكتب التي تقرأها، فإذا وجدت نفسك تقرأ الكثير من الكتب في مجال الطب والصحة، فهذا مؤشر أنك قد تستمتع بدراسة الطب. 4. حدد الأنشطة التي تستمتع بمزاولتها سواء كان ذلك في المدرسة أو خارج المدرسة، فإذا كنت عضو في نادي أصدقاء البيئة، فربما تخصص في مجال البيئة سينال على إعجابك. حتى تسهل على نفسك، قم بعمل قائمة باسم “مجالات”، وأضف إليها المجالات التي تعجبك. 2.1 التعرف على المجالات الآن وقد أصبحت لديك قائمة بمجالات مختلفة، تعرف على المجالات التي أعجبتك لكنك لم تجربها بعد –المجالات التي حصلت عليها من الطريقتين 1 و2– لأن مجرد أن مجال يعجبك لا يعني أنه مناسب لك. يمكنك الاستغناء عن هذه الخطوة في حال أن القائمة التي لديك قصيرة لأننا سنتبع بعض الطرق المذكورة هنا في المرحلة الثانية من مراحل اختيار التخصص “البحث عن تخصصات”. أما إذا كانت قائمتك طويلة فمن الأفضل أن تطبق الطرق التالية لتقلل من المجالات التي لديك. لتتعرف على المجالات التي لديك عن قرب، قم بتجربة هذه المجالات عن طريق إتباع المناسب من الطرق التالية: 1. ابحث عن عمل صيفي أو تطوعي –على حسب المتوفر– في أحد المجالات التي تروق لك. 2. اقرأ كتب في المجالات التي تعجبك، فإذا وجدت نفسك لا تستطيع القراءة في أحد هذه المجالات فهذا يعني أن هذا المجال لا يناسبك. 3. شارك في مجموعات أو أندية –سواء على أرض الواقع أو على شبكة الانترنت– تعالج قضايا في مجال اهتمامك. 4. ابحث عن شخص قريب منك ويعرفك جيداً لتأخذ رأيه في المجالات التي لديك وما إذا كانت تناسبك أم لا. كلما وجدت مجال لا يناسبك في القائمة قم بمسحه إلى أن تصبح لديك قائمة بالمجالات التي تناسبك. هل فكّرت وأنت صغير أنتصبح طبيبا عظيما، أو مدرسا، أو حتى ضابط شرطة؟ والآن بعد أن أصبحت أكبر سنا، هلتريد أن تصبح طبيب ، أو عالم ، أو محاسب؟ أم أنك لم تفكر بهذا منذ مدةطويلة؟ لكن إن كنت على وشك التخرج من المرحلة الثانوية، ينبغي عليك أن تفكر من الآنبالكلية التي ستدرس بها. هذه الأسطر ستساعدك على تقييم اهتماماتك ونقاط قوتك لتكونقادرا على تحديد مجال تخصصك في الجامعة ومعها شيء مهم فرضته علينا ظروف الوظيفة في هذا العصر . فهيا لنبدأ معا في التخطيط التخطيط للجامعة جزء مهمجدا من التخطيط لوظيفة المستقبل. عليك أن تحدد ما الذي تريد أن "تتخصص" به لتقومبممارسته في المستقبل بطريقة أكثر احترافية. إن قمت بعملية التخطيط هذه بطريقةسليمة ستقلل من احتمالية شعورك بالحزن والغم لاحقا لسوء اختياركلتخصصك. كبداية، ينبغي عليك أنتسأل نفسك بعض الأسئلة مثل: هل أحب العمل معالأطفال؟ هل أحب كتابة قصصيالخاصة؟ هل أحب حل المسائل و المعادلات ؟ هل أحب أن أبني وأركبالأشياء؟ هل الكمبيوتر والبرمجةتمتعني؟ هل أحب الخطابةوالإلقاء ؟ من المهم أن تعرف ماالذي يمتعك القيام به وما الذي لا يمتعك. قد تبتسم وأن تتخيل نفسك تقوم بالأعمالبشكل احترافي. وربما تتساءل، كيف يمكنني القيام بذلك؟ كيف يمكنني معرفة ماذا أحبوما الذي أحسن القيام به؟ حسنا، هنالك خطوات بسيطةيمكن أن تساعدك لمعرفة نفسك أكثر. ركّز الخطوة الأولى: ركّزواكتب قائمة باهتماماتك، ومهاراتك، ومزاياك الشخصية. خذ ورقة وقلم وتوجهلغرفة هادئة. اكتب اسمك في أعلى الورقة. ثم اكتب قائمة باهتماماتك، ومهاراتك،ومبادئك، ومزاياك الشخصية في أربع أوراق مختلفة. قد يأخذ منك هذا بعض الوقت. منالأفضل كتابة كل شي يمكن أن تفكر به عن نفسك بحرية تامة. الاهتمامات: ما هيهواياتك؟ ماذا تحب أن تعمل؟ ما هي مادتك المفضلة؟ ما هي الكتب التي تقرأها؟ ما هيالإصدارات والمجلات التي تشدّك لاقتنائها؟ المهارات: قد توجد أمورتحسن أدائها بشكل طبيعي، كالرياضيات، الرسم، الكتابة، أو حتى الشعر. ما هي المهامالتي تشعر أنها سهلة بالنسبة لك بينما يراها الآخرون صعبة؟ ما هي نقاط قوتك؟ وما هينقاط ضعفك؟ ربما يمكنك فهم كيفية عمل برامج الكمبيوتر، أو يمكنك تركيب دراجة هوائيةمن نظرة واحدة فقط لدليل التركيب. المبادئ: ما هب مبادئ فيالحياة؟ ما الذي يشدك له بقوة؟ هل أنت ضد التمييز العنصري؟ هل أنت مدافع عن حقوقالإنسان؟ هل أنت رجل مهتم بالبيئة؟ هل أنت ملتزم بدينك وتحب الأنشطة الإسلامية؟ هلالنقود مهمة جدا في حياتك؟ الشخصية: حدد شخصيتك. هلأنت إنسان هادئ يفضل العمل في زاوية بمفرده؟ هل تكره أن تكون مطوّقا أم تفضل أنتكون حرا معظم الوقت؟ هل تحب التحدث للناس أم أنك إنسان خجول؟ هل أنت محب للاستطلاعولا تستطيع التوقف عن طرح الأسئلة؟ هل تشعر بالعطف على الحيوانات أو الأطفالالمعوقين؟ فكّر كيف كان الأصدقاء يصفونك في الماضي. هل أنت صبور، لطيف، وصاحبعلاقات جيدة؟ اجعل قائمتك شاملةوصادقة بقدر المستطاع. حلل الخطوة الثانية: حللقائمتك. الآن، قائمتك جاهزة،اقرأها بدقة، وعلى ورقة ثانية، قم بعمل عمودين. في أحد العمودين اكتب الوظائفوالمهن والأعمال التي تشعر أنك تحب أن تمارسها – شيء من المحتمل أن تكون سعيدالقيامك به بقية حياتك. افترض أنك ترى أن التدريس ليس فكرة سيئة، أو ربما تراودكفكرة أن تصبح خبير ديناصورات تنهك نفسك بالبحث عن المتحجرات في الصحاري. دوّن كلذلك. في العمود الثاني، اكتبالمهن والوظائف التي تظن أنها تناسبك، مبنية على جلسة التركيز التي قمت بها. علىسبيل المثال، إن كان بقائمة أشياء مثل:الاهتمامات: كتبومجلات. المهارات: الكتابةوالأبحاث. المبادئ: تقديرالتعليم. الشخصية: اشعر بتعاطفخاص تجاه الأطفال المعوقين، وأحب المتحدثين والخطباء الواثقين. إذن بإمكانك الكتابة فيالعمود الثاني: مدرس لأصحاب الاحتياجات الخاصة، مدرس للمرحلة الابتدائية، أمينمكتبة. ربما تندهش عندما ترى المهن التي كتبتها في كلا العمودين متشابهة إلى حدبعيد. هذا بلا شك يساعدك على معرفة المهمة أو الوظيفة التي تتناسب مع مقدرتكورغبتك. بإمكانك أيضا أن تطلب منوالديك تقييمك وأن تقرأ عن مهن ووظائف أخرى لترى أي واحدة تتلاءم معك. بإمكانكالاستعادة بشبكة الإنترنت للحصول على تقييم لبعض المهن. يوجد لديك بلا شك الكثير منالاهتمامات التي تتناسب مع العديد من الأعمال. البحث عنالوظيفة الخطوة الثالثة: حاولالحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المهن والوظائف والأعمال المدرجةبقائمتك. بمجرد أن تصبح قائمتكجاهزة، حاول أن تقابل أصدقائك، وجيرانك، وأصدقاء والديك، أو أي شخص يعمل في نفسالمهن والوظائف التي تهمك. اقض يوما معهم لتعرف كيف تدار هذه الأعمال على أرضالواقع. اسألهم عن تعليمهم وعن الأمور التي قاموا بها ليؤهلوا أنفسهم لهذه الوظائف.اسألهم عن أصعب الأشياء التي يقومون بها عادة وعن أكثر الأمور الممتعة في عملهم.حاول أن تحصل على أكبر قدر ممكن ومفيد من المعلومات. بمجرد أن تسير على هذهالخطوات ستحصل على صورة أفضل وأوضح عن المهنة التي من الأفضل أن تدرس وتؤهل نفسكلها في الجامعة إرشادات للمساعدة في اختيار التخصص المناسب لا بد وأنكمتأثرتم بآراء وتوجيهات من هم حولكم والذين رسموا صورة لمهنتكم في المستقبل كالأهلوالمدرسين والمرشدين والأصدقاء وغيرهم، ولكن على الرغم من هذا التأثير في مسارحياتكم المهنية ، فإن القرار الأساسي للاختيار المهني يعود لكم وعليكم أن تفكروامليا فيه، فأنتم الذين ستلتحقون بمؤسسات التعليم العالي ، وأنتم الذين تعدون أنفسكمللعالم المتغير الذي يشهد تطورا تقنيا هائلا وثورة في وسائل الاتصال، فعالم اليومغير عالم الأمس والمهن التي كانت مناسبة بالأمس ليست بالضرورة أن تناسب الحاضر أوالمستقبل. كما أنكم تتسمون بصفات بدنية وعقلية ونفسية تتطلب منكم البحث عما يناسبهامن مهن وتخصصات. ولا شك أن للاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية أثرها الواضحفي الاختيار، فالمكانة الاجتماعية للعائلة والمهن التي يعمل فيها أفراد الأسرةوتوقعاتهم منكم ومدى الفائدة الاقتصادية المتوقعة من المهنة كلها تؤثر في تحديدكمللتخصص المناسب. كما أن محيط العمل المتوقع للمهنة المستقبلية وساعات العمل ومستوىالمسؤولية من العوامل الهامة التي يفترض أخذها بالحسبان، فهناك من يميل إلى العملالمتأني والبعض الآخر يرغب بالعمل الذي يتطلب النشاط والسرعة فيالإنجاز. عزيزي الطالب، الآن وأنت على أبواب التخرج من الثانوية العامةلابد أن تعطي نفسك الوقت الكافي للتفكير في السؤال التالي:
"ما هو التخصصالجامعي الذي يناسبني؟" إن الكثير من الطلبة لا ينغمسون بالتفكير في استطلاعالتخصصات الجامعية التي تناسبهم وتلاءم احتياجات سوق العمل. وهذا ما نسميه "بالتوجيه المهني": الذي يستهدف مساعدة الأفراد نحو الوصول إلى القرارالمهني السليم والناضج من خلال مساعدتهم في التعرف على ذاتهم، على ميولهم، قيمهم،قدراتهم، وعلى عالم العمل والمواءمة ما بين الاثنين . ولكن كيف يمكنكالوصول إلى القرار المهني السليم والناضج ؟ للجواب اتبع خطوات التخطيطالمهني التالية:
1. تعرف أكثر على ذاتك: إن التعرف على الذات يعتبر الخطوةالأولى في عملية التخطيط المهني. حاول الإجابة على الأسئلة التالية :
- أي نوع من الأشخاص "أنت"؟ - ما هي ميولك وهواياتك؟ - ما هيالمهارات التي تمتلكها وتستخدمها بدافعية كبيرة؟ - ما هي المواد الدراسية التيكنت متفوقا فيها؟ - كيف تمضي أوقات فراغك؟ - ما نوع العمل الذي تستمتع أو لاتستمتع به؟ - كيف يمكنك أن تتخذ قراراً فيما يخص مهنة المستقبل؟ 2. تعرفأكثر على مختلف التخصصات الجامعية والمهن التي قد يؤدي لها "استطلاع عالم العمل" معضرورة التأكد من أن هذه التخصصات معتمدة من قبل الوزارة . حاول الإجابة علىالأسئلة التالية:
- ماذا يوجد من تخصصات/ أنواع مهن للاختيار منها؟ - ماهي الإيجابيات والسلبيات في كل منها؟ - ما هي المتطلبات لكل منها؟ - ما حجمالتعليم أو التدريب المطلوب في مهنة ما؟ - ما ظروف العمل المطلوبة في مختلفأنواع المهن؟ - ما هي الصعوبة الكامنة في الحصول على مهنة ما؟ - هل تستمتعأكثر في التعامل مع الناس؟ - هل تستمتع أكثر في التعامل مع المعدات؟ - هلتستمتع أكثر في التعامل مع الأفكار؟ - هل تستمتع أكثر في التعامل معالأرقام؟ الحيرة والضبابية لطلبة الثانوية العامة في اختيار التخصص الجامعي.
ما هي الصعوبات التي تواجه طلبة الثانوية العامة؟ يحصد المرء في هذه الحياة على قدر ما زرع فيها من بذرة الاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، وفي زحمة نتائج الثانوية العامة تبدو نسمات الفرح والبهجة والسرور تغمر قلوب الأهل، وما أن يسعد الطالب بنتائجه، إلا وتواجهه معركة صعبة تبدو واضحة عندما يبحث عن التخصص الجامعي، فيجد نفسه تائهاً بين إشباع رغباته الشخصية نحو اختيار التخصص المناسب، ونظرة الوالدين التي قد تخالف رغباته المستقبلية، وما مدى ما يوفر له المجتمع من تخصصات قد تلبي ميوله الذاتية . يقول الدكتور عارف الشيخ أمين عام مجلس التعليم بدبي: إن طلبة الثانوية العامة يدخلون امتحان الثانوية وهم غير واثقين من النجاح، لأنهم قضوا عاماً كاملاً مع منهج حفظوه ولم يفهموه، لذلك فإنهم عندما يدخلون قاعات الامتحان يدخلونها وقلوبهم وجله، وإذا حالفهم الحظ ونجحوا، تسلموا شهاداتهم وهم يتوجسون في أنفسهم خيفة من المستقبل الذي هو الجامعة. وإذا كانت هناك دراسات حول هذه المسألة فأنها لا تترتب عليها أحكام إلى حد بعيد، وذلك أن حصر المشكلات لا يكفي، بل لا بد من وضع علاج جذري، والعلاج لا يكون لخريج اختيار العلمي بناء على رغبة أهله، أو اختيار الأدبي هرباً من العلمي، إذناً تخرجه لا يعني تخرجاً مدروساً بل مجرد انتقال من مرحلة إلى مرحلة، أو خروجاً من ورطة ودخولاًً في ورطة جديدة، وقد ظهرت في السنوات الأخيرة توجهات بأن يكون هناك ما يهيئ الطالب للمرحلة الجامعية، فتقوم جامعة الأمارات بعقد لقاء مع الطلبة الثالث الثانوي من خلال المرشد الجامعي، كما أن هناك استبانة توجه إلى الطالب لمعرفة قدراته وميوله في وقت مبكر، لكن فيما أظن أن الكثيرين ينفلتون من مثل هذه العمليات، باعتبار أن في نهاية العام منهم من هو سابق بالخيرات، ومنهم من يمشي على رجليه، ومنهم من يزحف على بطنه، وهؤلاء الضعاف إما أن يلجأوا إلى الغش فينجحوا بدرجات عالية، ونجاحهم لا يمثل قدراتهم، فالجامعة تقبلهم بموجب علاماتهم الجيدة، ومنهم من ينجح بدرجة متدنية، لكن له من يرفعه بقدرة قادر إلى المستوى الذي يريده فيلتحق بالجامعة ويكون عالة عليها. إن الاستبانة واللقاء المبكر من الجامعة تفيد الطالب في اكتساب ميوله، لكن شريطة أن تأخذ مجراه ثم لا تنحرف عنه، وفي البداية يجب أن يدخل ذو الميول العلمية في القسم العلمي والأدبي في الأدبي وليس العكس. ومن المؤسف أن نجد ملف الطالب الدراسي ما هو إلا وثائق أو إنذارات بالغياب أو مخالفات قد ارتكبها الطالب طوال العام أو كشوف بمواد نجاحه أو رسوبه، فنحن بحاجة إلى ملف خاص ينتقل معه الطالب من مرحلة إلى مرحلة يرصد ميوله ورغباته المستقبلية وتحصيله الدراسي، لذلك نرى الطلبة الذين يحصلون على معدلات متدنية يتمنون الرسوب ليحسنوا معدلاتهم مرة أخرى، لأن الذي نجح بمعدلات متدنية لا تقبله الجامعة، ولا تقبله المدرسة مرة أخرى كطالب نظامي.. لأنه ناجح ، لذلك فإنه إما أن يلتحق بالعمل، وإما أن يعيد الدراسة المنزليةً، وربما أعاد الثانوية فحصل على معدل أقل أو رسب نهائياً. توجيهات ونصائح البعد الأول: مدى قناعة الطالب في اختيار التخصص الذي يلائم ميوله ورغباته العلمية، وهل هذه القناعة نابعة من دراسة هادفة لمستقبل وظيفته؟ البعد الثاني: هل قرار الأهل مبني على نظريات علمية، أو مبني على خبراتهم السالفة، وتخصصاتهم الحاضرة؟ وهل وظائفهم تتلاءم مع التغيرات السريعة في العلم والتكنولوجيا والتحديدات في مدى توفر الوظائف لهذه التخصصات؟ البعد الثالث: كيف تضع المدرسة معايير اختيار التخصصات، وكيفية توجيه الطالب نحو التخصصات التي توفر له فرص العمل في المستقبل. ما زال هناك تساؤلات كثيرة حول هذه المسألة، فهل رغبات الطالب تكفي في اتخاذ قرار يتوقف على تغيير مسيرة حياته، وكيف إذا تعارضت الرغبة مع فرص العمل، أو فرص الدراسة من حيث التسجيل والقبول، أو القدرة المالية لتكملة الدراسة. قد تكون رغبة الطالب في التخصصات الأدبية، فهل فكر قليلاً، أين سيعمل في المستقبل، ليوفر له ولأبناء سبل الرفاهية وحياة هانئة؟ وإنني بعد هذه التساؤلات أوجه نصائح غالية لطلابنا الذين أنهوا دراستهم الثانوية: أولا: الاستشارة، فما أجمل أن يستشير الطالب أصحاب الخبرات والتخصصات، ويفضل أن يقوم بزيارة علمية في القطاعات الحكومية أو الخاصة على حسب التخصص الذي يتطلع أليه، أو بعض الشركات لأخذ فكرة مبسطة تتحدث عن رغبات تخصصه المستقبلية. ثانياً: إذا اكتشف الطالب ميوله الدراسية مبكراً، فعليه أن يشتري بعض كتب التخصص أو يبحث عن بعض البحوث والدراسات التي تتحدث عن تخصصه، ليقوي رغباته العلمية وينمي ميوله الفكرية. كما أن زيارة المعارض الخاصة للجامعات وما تعرض فيها من تخصصات مختلفة ومتنوعة، وفرص التوظيف التي تقام سنوياً، تنور للطالب الوجهة المستقبلية، ويأخذ فكرة شاملة على ما هو متوفر داخل الدولة. ثالثاً: من أهم القضايا التي تسهل على الطالب حصوله على الدراسة الجامعية وتفتح له أبواب التوفيق واليسر هي رضا الوالدين. رابعاً: الاستخارة: وهي عبارة عن ركعتين يتوجه العبد بهما إلى من يعلم السر وأخفي، ويعلم غيب مستقبل الطلاب وما ينفعهم وما يضرهم.
__________________ [flash=http://www.alzbon.com/vb/ahmad.swf]WIDTH=500 HEIGHT=250[/flash] القلب يجبرني عليك انت بالذات . ولا العرب واجد وغيرك مزايين
ارجوك كلمني من الروح بسكات . كلمة غلا تجمع قلوب المحبين للتواصل:s79k@hotmail.com |