شرح أذكار عقب السلام من الصلاة . هذه الإختيارات من الكتيب الذي بلغ صداه العالم الإسلامي،حصن المسلم،وقد اخترت لكم الأذكار التي دائما ًمما تتردد على أفواهنا،ولكن دون أن تبلغ قلوبنا أحيانا ً مع التكرار،حتى نستشعر عظمة هذه الكلمات،وستكون إن شاء الله الأذكار عقب السلام من الصلاة فعلى بركة الله نبدأ ونستعين بالنقل والجمع . أولا ً: الأذكارُ بعدَ السَّلامِ مِنَ الصَّلاةِ . ”أَسْتَغْفِرُ الله (ثَلاثاً) اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبارَكْتَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ“([1]). ”لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحَمْدُ وهوَ على كلّ شَيءٍ قَديرٌ، اللّهُمَّ لا مانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ“([2]). ”لا إلهَ إلاّ اللّه وحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ الملكُ، ولهُ الحَمدُ، وهوَ على كلّ شيءٍ قديرٌ. لا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إِلاّ بِاللهِ، لا إلهَ إلاّ اللّه، وَلا نَعْبُدُ إِلاّ إيّاهُ, لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْل وَلَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ مخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرونَ“ ([3]). ”سُبْحانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثلاثاً وثلاثين) لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحَمْد وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَديرٌ“([4]). بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} بَعْدَ كلِّ صلاةٍ([5]). {اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} عَقِبَ كلِّ صلاةٍ([6]). ”لا إلهَ إلاّ اللهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْدُ يُحيي وَيُميتُ وهُوَ على كُلِّ شيءٍ قدير“ عَشْرَ مَرّاتٍ بَعْدَ المَغْرِبِ وَالصّبْحِ([7]). ”اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً“ بَعْدَ السّلامِ من صَلاةِ الفَجْرِ([8]).
_____________________________ ([1]) مسلم 1/414 . ([2]) البخاري 1/255 ومسلم 414 . ([3]) مسلم 1/415 . ([4]) ”مسلم 1/418 من قال ذلك دبر كل صلاة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر“ مسلم 1/418 . ([5]) أبو داود 2/86 والنسائي 3/68 وانظر صحيح الترمذي 2/8 . ([6]) من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. النسائي في عمل اليوم والليلة برقم 100، وابن السني برقم 121 وصححه الألباني في صحيح الجامع 5/339 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 2/697 برقم 972 . ([7]) رواه الترمذي 5/515 وأحمد 4/227 وانظر تخريجه في زاد المعاد 1/300 . ([8]) ابن ماجه وغيره. وانظر صحيح ابن ماجه 1/152 ومجمع الزوائد 10/111 . ثانيا ً: شرح أذكار بعد السلام من الصلاة .
(1) أسْتَغْفِرُ اللهَ – ثَلاثاً – اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.
- صحابي الحديث هو ثَوبان الهاشمي رضي الله عنه.
قوله: أستغفر الله ثلاثاً أي: ثلاث مرات؛ قيل للأوزاعي – وهو أحد رواة الحديث -: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.
قوله: أنت السلام أي: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛ فالله هو السلام، وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة.
قوله: ومنك السلام أي: السلامة، والمعنى: أنه منك يرجى ويستوهب ويستفاد.
قوله: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.
قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام. (2) لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِـمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِـمَا مَنَعْتَ، ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
- صحابي الحديث هو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
قوله: لا مانع لما أعطيت أي: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.
قوله: ولا معطي لما منعت أي: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.
قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي: لا يمنع ذا الغنى غناؤه من عذابك. (3) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّـهِ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ.
- صحابي الحديث هو عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.
قوله: ولا نعبد إلا إياه أي: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، غير متجاوز عنه.
قوله: له النعمة أي: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.
قوله: وله الفضل أي: في كل شيء،((والله ذو الفضل العظيم))
قوله: وله الثناء الحسن والثناء يشمل أنواع الحمد والمدح والشكر.
والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.
والمراد بـ الدين: التوحيد.
قوله: ولو كره الكافرون أي: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين. (4) سُبْحَانَ اللـهِ، والحَمْدُ للـهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
وجاء فيه: فتلك تسعة وتسعون، وتمام المئة: لا إله إلا الله....
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضل هذا الذكر وصفته: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟ فقال : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم؛ إلا من صنع مثل ما صنعتم؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين.
قال أبو صالح: يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر،حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين.
قوله: الدثورجمع دثر؛ وهو المال الكثير، ويقع على: الواحد، والإثنين، والجمع.
قوله: بالدرجات العلا أي: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله : ألا أعلمكم... إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.
قوله: كما نصلي أي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: إنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم، حيث يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون بفضول أموالهم.
قوله: ألا أعلمكم ألا كلمة تنبيه، تنبه المخاطب على أن الأمر عظيم الشأن.
قوله: تدركون أي: بذلك الشيء وبسببه.
قوله: من سبقكم والمراد السبق المعنوي؛ وهو السبق في الفضيلة.
قوله: من بعدكم أي: من بعدكم في الفضيلة ممن لا يعمل هذا العمل.
قوله: ولا يكون أحد أفضل منكم يدل على ترجيح هذه الأذكار على غيرها من الأعمال.
قوله: قال أبو صالح يعني: لما سُئل أبو صالح ذكوان السمان الزيات الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن كيفية ذكرها؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين؛ وهذا يقتضي أن يكون العدد في الجميع ثلاثاً وثلاثين مرة، بأن يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، هذه مرة، وهكذا حتى يصل إلى ثلاثٍ وثلاثين مرة.
وذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر غير طريق أبي صالح: يسبح ثلاثاً وثلاثين – مستقلة – ويكبر ثلاثاً وثلاثين – مستقلة – ويحمد ثلاثاً وثلاثين – مستقلة ، وهذا يقتضي أن يكون الجميع تسعة وتسعين.
وحديث أبي صالح محمول على هذا؛ ولأجل هذا قال القاضي عياض رحمه الله: هذا أولى من تأويل أبي صالح.
وجاء في رواية: تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً، وهذه الرواية لا تنافي رواية الأكثر.
وفي رواية أن تمام المئة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
وفي رواية: أن التكبيرات أربع وثلاثون.
وكلها صحيحة ويجب قبولها، فينبغي على الإنسان أن يجمع بين الروايات من حيث العمل؛ فيعمل بهذه تارة وبهذه تارة وهكذا...
[قال المصحح: التسبيح، والتحميد، والتكبير أدبار الصلوات جاء على أنواع ستة على النحو الآتي:
النوع الأول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
النوع الثاني: سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين) الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين) الله أكبر (أربعاً وثلاثين) .
النوع الثالث: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) .
النوع الرابع: سبحان الله (عشراً) والحمد لله (عشراً) والله
أكبر (عشراً) .
النوع الخامس: سبحان الله (إحدى عشرة)، والحمد لله (إحدى عشرة) والله أكبر (إحدى عشرة) .
النوع السادس: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (خمساً وعشرين) . والأفضل أن يقول هذا تارة، وهذا تارة، فينوِّع بين هذه التسبيحات] .
وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لقد رأيت رسول الله يعقدها بيمينه – وفي رواية: يعقد التسبيح بيمينه .
وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.
__________________ أن مفتاح النفوس .. طيبُ كلمةٍ ... وصدقُ حديث ونقاء سريرة .. وابتسامة مشرقة .. وجَمَالُ لقاء وسؤال يسير عن حال مَن لم يعهد منك السؤال . وأن النفوس بهذه تُفْتح .. وهو مالم تقدر على فتحه مئات الفلوس فالأول باق والآخر ماض . أن أي غش في علاقتك مع الآخرين يورث هماً تحمله بين جوانحك .. نغص عليك حياتك مهما حاولت تناسيه . |