قوات الاحتلال تغلق المسجد وتمنع عشرات الآلاف من صلاة الجمعة
شرطي إسرائيلي يطارد شاباً فلسطينياً في القدس الشرقية أمس رام الله، القدس المحتلة، غزة، عمان، لاهاي: عبدالرؤوف أرناؤوط، وائل بنات، فكرية أحمد، الوكالات
اندلعت مواجهات في محيط المسجد الأقصى أمس، فيما عم الإضراب الشامل الضفة الغربية والقدس المحتلة احتجاجا على الممارسات الصهيونية ضد الحرم القدسي الشريف وضد الفلسطينيين الذين منعوا من الوصول إلى داخله لأداء صلاة الجمعة. أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى ومنعت من هم دون سن الخمسين عاما من صلاة الجمعة في داخله أمس. واندلعت مواجهات في محيط المسجد، كما عم الإضراب الشامل الضفة الغربية والقدس، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينيا من بلدة سلوان شرقي القدس. وأكدت مصادر فلسطينية في القدس أن قوات الاحتلال أقامت عشرات الحواجز العسكرية في مختلف أرجاء مدينة القدس، ومنعت من هم دون سن الخمسين عاما من حملة الهوية الزرقاء (سكان القدس والخط الأخضر) من الوصول للمسجد الأقصى. وازدحمت مساجد القدس بالمصلين الشباب واضطر المئات منهم للصلاة في الشوارع بعد منعهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الذي خلت ساحاته إلا من بضعة آلاف من المصلين كبار السن. وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لـ "الوطن"، إن أعداد المصلين في المسجد الأقصى لم تتجاوز 6 آلاف غالبيتهم العظمى من كبار السن والنساء نتيجة للإجراءات الإسرائيلية التي حالت دون تمكن عشرات الآلاف من الصلاة في المسجد". ولم تحل الإجراءات الإسرائيلية التي شملت نشر الآلاف من عناصر الشرطة والجيش الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى وأزقة القدس القديمة ومداخلها دون مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، إذ اشتبك الشبان مع القوات الإسرائيلية في حي رأس العامود في المدينة مما أدى إلى إصابة 5 من الشرطة الإسرائيلية بحجارة الفلسطينيين. وكان خطباء المساجد في القدس قد خصصوا خطب الجمعة للحديث عن الأخطار التي تحدق بالمسجد الأقصى نتيجة للإجراءات الإسرائيلية، وشددوا على أن أبناء القدس والقرى والمدن الفلسطينية في داخل الخط الأخضر سيبقون رأس الحربة في الدفاع عن المسجد بعد منع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إليه. وكانت مسيرات مناصرة للمسجد الأقصى انطلقت في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية، فيما عم الإضراب الشامل معظم المدن. وشارك آلاف الفلسطينيين في غزة، في مسيرات دعت إليها حركتا حماس والجهاد الإسلامي لنصرة المسجد الأقصى. وحمل المتظاهرون أعلاما فلسطينية ورايات حماس الخضراء ومجسما للأقصى مرددين "لبيك يا أقصى لبيك". وقال رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية أمس إن "معركة الأقصى الحقيقية بدأت وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها من أجل حماية المسجد الأقصى والقدس". وامتدت المسيرات إلى العديد من العواصم العربية خاصة في سوريا ولبنان والأردن. وشارك نحو 600 شخص في مسيرة في عمان تنديدا بالأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى، هتفوا خلالها ضد السلطة الفلسطينية وأحرقوا أعلاما إسرائيلية. وجاءت المسيرة، التي انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام مبنى رئاسة الوزراء الأردنية، تلبية لدعوة النقابات المهنية وأحزاب المعارضة. من جهة أخرى، يبحث الاتحاد الأوروبي تشكيل بعثة أو لجنة تحقيق لزيارة القدس الشرقية بناء على طلب فلسطين وعدد من الدول العربية، وإجراء عمليات تقصى حقائق حول الاعتداء على المسجد الأقصى، وفقا لمصدر دبلوماسي أمس. وأوضح المصدر أن المنسق العام للسياسة الخارجية خافيير سولانا طلب بصورة مباشرة من إسرائيل وقف أي أعمال استفزازية من شأنها تأجيج التوتر أو تتسبب في إذكاء العنف بالمسجد الأقصى. وأكد المصدر أن إرسال بعثة أوروبية قد تواجه تعقيدات واعتراضات إسرائيلية إلا أن إرسالها سيكون ضروريا لتهدئة الجانب العربي والإسلامي.