09-04-2009, 03:47 AM
|
#1 (permalink)
|
.:: عـضو نشـيط ::.
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 86
معدل تقييم المستوى: 16 | ولَسَوْفَ يُعْطيكَ رَبّكَ فـ تَـرضى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد ترتفع أمواج القدر حيناً فتتركنا حطاماً على شاطئ الحياة القاسي.. وقد ترنو حيناً أخرى.. ولكن لاتمكثُ إلا يسيراً.. ففي لجة حياتنا العابرة نتأرجح دوماً بين عُسْرٍ ويُسْر.. وخَيْرٍ وشر.. وبِشْرٍ وضُرّ.. وحتى نسعَد ونهنأ بأيامنا لابدّ أن نتصبّر فالصبر شعارنا.. وعلينا أن نتزوّد بالرضا فالرضا هو زادنا.. وبين الرضا والصبر .. يُسْكَبُ الإيمان.. ويَهنأُ البال.. ونبلغُ الجنان.. ولله الحمد من قبل ومن بعد.. .. فيا كل مهمومٍ ومبتلى وحزين لفوات دنيا.. أو فوات شيئٍ من رزقٍ أو نقصٍ في الدرجات.. أو مصيبةٌ من مصائب الحياة.. كأني أراك.. ألمحك من بعد.. أتأمل وجهك الذي نسج الحزن عليه عباءة سوداء.. وأرقب جفنك الذي يحار فيه الدمع حيرة الزئبق الرجراج.. حتى ليخيّل إلي أن نازلة نزلت بك.. فاثكلتك ذخائر أملك.. وجواهر راحتك.. . هوّن عليك.. وخفِّض عليك قليلاً.. فكل مصيبة في هذه الدنيا تهون.. غير المصيبة في الدين.. واعلــم.. أن لك رباً.. يحميك.. وإيماناً.. يحتويك.. ويقينا.. يرضيك.. . واعلم أن البلاء عنوان المحبة.. فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط [رواه الترمذي]. فكن راضياً.. مبتسماً..صابراً ..حامداً.. وإياك من السخط .. كيف نصل إلى مقام الرضا؟! الرضا : هو سرور القلب بمُرِّ القضاء" وقيل هو :تلقي المهالك بوجه ضاحك، "و سرور يجده القلب عند حلول القضاء فالرضا مقام قلبي، إذا تحقق به المؤمن استطاع أن يَتلقَّى نوائب الدهر وأنواع الكوارث بإيمان راسخ، ونفس مطمئنة، وقلب ساكن، بل قد يترقى إلى أرفع من ذلك فيشعر بالسرور والفرحة بمر القضاء، وذلك نتيجة ما تحقق به من المعرفة بالله تعالى، والحبِّ الصادق له سبحانه. والرضا أفضل وأعلى مرتبة من الصبر .. حيث أن الصبر يقف عند قبول الأمر الواقع كما هو بغض النظر عن حالة الإنسان وقتها .. ولكن الرضا قبولك لذلك الواقع بسرور.. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الراضي بقضاء الله هو أغنى الناس لأنه أعظمهم سروراً واطمئناناً، وأبعدهم عن الهم والحزن والسخط والضجر، إذ ليس الغنى بكثرة المال إنما هو بغنى القلب بالإيمان والرضا، قال عليه الصلاة والسلام: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) أخرجه الترمذي والله تعالى لا يرضى عن عبده إلا إذا رضي العبد عن ربه في جميع أحكامه وأفعاله، وعندها يكون الرضا متبادلاً كما أشار إلى ذلك الحق تعالى بقوله: {رضيّ اللهُ عنهُم ورَضُوا عنهُ} البينة: 8 لماذا نرضى؟! لأنَّ كل مايقدّره الله هو خيرٌ لنا.. فالله عزوجل لم يخلق شرّاً محض.. وهو الأعلمُ بما يصلحنا.. وهو الحكيم في تدبيره.. لا يظلم ولا يبطش .. بل يغدق علينا نعمه تترى.. وإذا أمسكَ عنا بعضها فذلك لحكمةٍ خفية.. يعلمها هو.. ونجهلها نحن.. وربما أطلعنا عليها ذات يوم.. لنعلم أنه أراد بنا خيراً.. مصداقاً لقوله تعالى: ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) فياوروداً لها شذىً فوَّاح.. كونوا وروداً بالرضا .. سُعُوداً بالهنا فالورد لمّا صبر على الألم.. وتحمّل مجاورة الشوك.. ورضيَ بوخز الإبر.. _استحق_ أن يتصدَّر مجالس الأمراء.. ويصبح رمز الحسن والبهاء.. فلاتكادُ تجد هديةً أرقّ من الورد.. فبالرضا نَسْعَدْ..ونُسْعٍد من حولنا.. فاللهم اجعلنا من قومٍ رضيت عنهم و رضوا عنك وارزقنا الرضا عن كل ماتقدّره علينا.. وأدخلنا الجنة.. |
| |