الجزء الخامس
ذهبت إلى غرفة سارة فوراً متشوقاً إليها .. دخلت دون أن أطرق الباب
وكانت المفاجأة..!!
خرجت وقد امتقع لوني من هول الصدمة ..
أوف !!..
كيف دخلت دون أن أطرق الباب ؟!..
ما هذا الموقف المحرج الذي وضعت نفسي فيه..
ماذا أفعل الآن ؟!
كيف اعتذر ؟!
ماذا ستقول عنيّ ؟!
فليكن ..
أنا لم أر سوى ظهرها ..
احترت ماذا أعمل..!!
استجمعت قواي ..
وطرقت الباب فلم أسمع رداً ..
عدت للطرق مرة أخرى ..
أيضا لا مجيب ..
أحترت .. رأيتها بأم عيني جالسة على السرير ..
لم لم تجب ؟
فجأة فُتح الباب .. وخرجت المرأة التي كانت جالسة عند سارة ..
كانت متحجبة لايرى منها شيء ..
تراجعت للوراء كي أسمح لها بالمرور ..
قالت لي بكل حياء تفضل ..
لم أصدق قولا .. دخلت مسرعاً وأنا انظر خلفي ..
سألت سارة .. من هذه المرأة.. ؟؟ وكانت غارقة في الضحك ..
استشطت غضباً لم تضحكين أيتها السخيفة..
هل هناك مايثير الضحك؟
لم تستطع الرد من الضحك ..
سارة أنا أحادثك كفي عن الضحك قليلاً ..
قلتها وقد احمّر وجهي ..
لا أدري هل هو غضب أو خجل من ضحكها عليً و من نظراتها ..
جلست على طرف السرير إلى أن تنتهي ..
هل انتهيت الآن.. ؟؟
نعم ..
قلت: ولماذا كل هذا؟
قالت: ألم تر كيف كان شكلك وأنت تنظر إليها .. كادت رقبتك أن تنكسر ..
كأنك ترى امرأة لأول مرة في حياتك ..
أووووووه نسيت .. كيف أنت اليوم؟
بخير وأريد الخروج الآن ...
بهذه السرعة !!.. لا .. حتى تستعيدي شيئا من صحتك .. فأنت ضعيفة جدا ً..
أرجوك أحمد .. لا أستطيع البقاء هنا بمفردي .. أشعر بالملل ..
حسناً ..
سأحاول ولكن .. لم تقولي لي من هذه المرأة ؟؟..
تنهدت ورجعت للوراء وركزت رأسها على الجدار .. وابتسمت بمكر..
لايهم أن تعرفها .. لم أعهد هذا الفضول منك أحمد !!..
اقتربت منها بغضب .. واضعاً يدي حول رقبتها
ستقولين أم لا؟؟
نعم!!.. نعم!! .. أبعد يدك عني أنت تكتم أنفاسي .. أرجوك ..
لن أبعد قبل أن تتكلمي ..
حسناً ..
فتاة والدتها مريضة وهي مرافقة لها ..
وجاءت لتتعرف وتزيل الملل عنها من جراء جلوسها بمفردها ..
حسنا ً.. هذا كل شيء..؟
أجل هذا كل شيء ..
**********
مرت ساعتان وأنا مع سارة في المستشفى .. أحاول أن أخفف عنها وأنا في أشد الحاجة لمن يخفف عني ..
أذهلني مارأيته منها
لم أتوقع أن أرى الإبتسامة تشق طريقها مرة أخرى إلى وجهها ولا أن أرى وجنتيها متوردتين إلا بعد أن تعود جواهر..
آآآآآآآه .. جواهر.. أين أنت الآن؟؟
أحمد منذ ساعة وأنا أحادثك .. فيم تفكر؟؟
ها .. نعم!!.. ماذا أردت؟
ألن تذهب للطبيبة؟!..
ولم؟!
ماذا قلت لك؟! .. أريد الخروج ..
حسناً .. سأذهب الآن ..
خرجت من عندها إلى الطبيبة ..
لم تبد أي ممانعة ..
قامت معي وقاست ضغطها وعاينت ملفها ..
صحتها تحسنت بعض الشيء .. وكتبت لها بعض الفيتامينات والمضادات ..
خرجنا من الغرفة ..
استوقفتني قائلة : أحمد أريد أن أسلم على ربى قبل أن أخرج ..!!
ومن تكون ربى هذه؟!..
صديقتي التي تعرفت عليها هل يمكن ذلك أم لا؟!..
لم تنتظر الرد توجهت بسرعة إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها ..
وقفت في الخارج انتظرها ..
جلست على كرسي الانتظار ..
أف .. ماهذا التأخير يا سارة .. هيا أريد الذهاب ..
وأخيرا جاء الفرج ..
فتحت الباب وجاءت إليّ ..
قالت: كيف حالك أحمد وهي تقترب مني أكثر وأكثر ..
لحظة..!!
لم تكن سارة ..
مابك؟؟ أنا ربى ..!!
أوصلت لي سارة سلامك فجئت أرده عليك بنفسي ..
كان وضعي محرج للغاية ..
لأول مرة في حياتي أتعرض لموقف كهذا ..
فما كان مني إلا أن أعطيتها ظهري وقلت بصوت حازم:
أرجو أن تكلمي سارة بسرعة ..
ضحكت بدلع وذهبت ..
أف ماهذا الهراء ..
مسحت العرق المتصبب على وجهي ..
خرجت سارة ووضعت يدها على فمي لتمنع صرخة موجهة إليها بعد أن رأتني أغلي من الغضب ..
مشيت مسرعا .. وهي تتبعني وتتعثر بعباءتها وتحاول أن تكلمني ..
فلم أعرها أي اهتمام .. ولم أتفوه بغير ..
(حسابك في المنزل) ..
وصلت إلى المنزل دخلت مسرعا ًإلى غرفتي وأغلقت الباب ..
طرقت سارة عليّ مراراً ولم أجبها ..
كنت غاضبا من تصرفها جداً .. ومن تصرف الآنسة ربى ..
مازال الطرق متواصلاً ..
فتحت الباب .. نعم ماذا تريدين؟!..
حتى لم تقل لي حمداً لله على سلامتك ..
أرجوك سارة .. يكفي ما فعلتهِ ..
ضحكت عليّ بهستيرية ..
يا إلهي .. يبدو أنها قد أصيبت في عقلها ..
ماذا قلت حتى تضحكي هكذا ..!!
مابك سارة .. لماذا تضحكين .. هل هناك مايثير الضحك؟!..
اقتربت مني وضمتني بقوة .. وقبلتني وقالت:
أحبك أحمد ..!!
لا ..لا .. يبدو أنها بالفعل أصيبت بالجنون ..
ليس مني بل من ربى ..
صرخت في وجهها وأغلقت الباب ..
استلقيت على سريري وأنا الذي سيجّن .. ماهذه الربى التي دخلت حياتنا في أقل من سبع ساعات .. وقد فرضت نفسها علينا ..
لا..
فرضت نفسها على سارة فقط .. وليس عليّ ..
لم تلده أمه حتى الآن الذي يفرض نفسه عليّ ..
ولكن..!!
لم تتصرف هكذا ؟!..
الواضح أن أهلها لم يحسنو تربيتها ..
حسناً ياربى .. أنا من سيعيد تربيتك .. ويعلمك معنى الأدب ..
********
خرجت من حجرتي متوجهاً إلى سارة التي أسمع ضحكاتها في الصالة ..
كانت تتحدث في الهاتف ..
غريبة!! .. منذ متى وسارة تتحدث به لغير ضرورة؟!..
لقد تغيرت 180 درجة منذ أن دخلت المستشفى .. وتعرفت على ربى في لمح البصر ..
جلست على الكرسي المقابل للتلفاز وأنا انظر إليها ..
هاهو حبيب القلب قد وصل .. هل من رسالة أوجهها إليه .. ربــــــــــى؟!..
قمت من مكاني مسرعا ً أخذت السماعة وأغلقتها ..
اسمعي سارة ..
إذا كنت ظننت أنت ومن تدعى ربى بأنكن ستنلن ما تردن فهذا من المستحيل ..
وإذا عدت وهاتفتها مرة أخرى فلا تلومي إلا نفسك ..
ابتسمت كعادتها منذ خروجها من المستشفى واقتربت مني ..
ابتعدت عنها خوف صدمة أخرى ..
قالت بهدوء (حسناً بابا) .. وذهبت..!!
فعلا أصيبت بالجنون .. ألطف يارب ..
مر أسبوعان ونحن على هذا الحال ..
سارة تعصي أوامري .. وتكلم ربى .. وتوصل لي كل شيء ..
وأنا دائم الصراخ في وجهها .. حتى كادت حنجرتي أن تخرج ..
لقد فازت ربى .. وفرضت نفسها عليّ ..
لم استطع تربيتها .. فلا تكاد تمر ساعة دون ذكر اسمها أو التفكير فيها
لابد أن أضع حداً لهذه المهزلة !!..
**********
مرحبا أحمد ..
أهلا سارة .. تفضلي ..
من دون أن تقول .. وسأجلس أيضا !!..
أريد أن أقول لك أن ربى ..
سارة.. أرجوك أغلقي الموضوع حالا ً..
ربى ستأتي غداً .. مفهوم !!..
خرجت سارة دون أن تعطيني أي فرصة للكلام ..
إذن الموضوع موضوع تحدي !!..
حسناً ..
سأريك من هو أحمد الذي تغيظينه يا.. ربى ..
استيقظت في الصباح ليس لدي رغبة في الذهاب إلى العمل
أريد أن أكون في استقبالها وأريها من هو أحمد ..
جلست في الصالة أقلب التلفاز
فجأة .. طرأت جواهر في مخيلتي ..
يا إلهي .. كيف نسيتها طوال هذه المدة ..
تتساءل يأحمد .. بالتأكيد الآنسة بل القارصة ربى .. من أنستك إياها ..
أخذت هاتفي النقال واتصلت بالرقم الذي خزنته من قبل ..
للأسف .. غير موجود في الخدمة ..
أحمد هيا قم .. ستصل ربى قريباً .. قمت متثاقلا دون أن أتكلم ..
هل من الممكن أن تذهب إلى السوق وتحضر لي طبق حلوى ..
أنت تعرف أني لا أجيد صنعها ..
حسناً .. أخذت مفتاح السيارة .. وفي داخلي بركان يغلي
أريد أن استقبلها وأعطيها درساً لن تنساه ..
اعتقد بأن ما أخطط له سيفشل 100%
لا أريد لسارة أن تتعلق بها كثيراً .. فربما تفقدها كما فقدت جواهر من قبل ..
لا أريد لأختي أن تعيش في شقاء .. فيكفي ما عاشته من قبل ..
عدت إلى المنزل .. دخلت الصالة
كانتا جالستين ..
تراجعت للوراء وأصدرت صوتاً يدل على وجودي..
أقبلت سارة وأخذت مني الطبق ..
أحمد .. ربى تريد الحديث معك ..
تنهدت قليلا ماذا تريد ؟!..
قلت تريد الحديث معك .. هل من الممكن ذلك ؟؟
ومنذ متى وأنت تأخذين رأيي يا آنسة سارة ؟
ضحكت وقد أعطتني ظهرها متجهه إلى حيث كانت ربى ..
انتظرت قليلا .. ثم تشجعت وذهبت إليهما ..
الآن سأضع حداً لكل شيء ..
جلست على كرسي بعيد قليلا عنهما بعد أن سلمت ..
ودون أن انظر ..
فقد كنت موخياً برأسي حتى لا أرى شيئاً يزعجني ..
قلت بجفاء:
ماذا تريدين مني؟<!-- google_ad_section_end -->