09-17-2009, 05:03 AM
|
#1 (permalink)
|
.:: عضـو Vip ::.
تاريخ التسجيل: Sep 2009 الدولة: المبرز
المشاركات: 345
معدل تقييم المستوى: 16 | حديث : رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ في " الصحيحين " واللفظ لمسلم ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ قَالَ : فَرَفَعُوهُ ، قَالُوا هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ ، فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا . ([1]) فيه فوائد : الأولى : فيه دليل على أن الأمر كله لله ، وأن الملك ملكه لا رادَّ لما قضاه ، ولا معقب لأمره ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، ويظهر ذلك جلياً من هذا الحديث بأمور : منها : أن هذه الأرض وهي جماد ، نبذت هذا المرتد على وجهها بعد أن حفروا له ، مما يدل على أن الله تعالى أمره نافذ : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)}[ سورة : يس] وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد صلاته : (( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ )) ([2]) ومنها : أن الله تعالى قصم عنق هذا المرتد بين من لحق بهم ، وهم أهل الكتاب ، وبعد أن عظَّموه ورفعوه ، آية وعبرة ، ليظهر الحق ، ويبطل الباطل ، ولو كره الكافرون . قال القرطبي رحمه الله : "وإنما أظهر الله تلك الآية في هذا المرتد ، ليوضح حجة نبيه صلى الله عليه وسلم لليهود عياناً ، وليقيم لهم على ضلالة من خالف دينه برهاناً ، وليزداد الذين آمنوا يقيناً وإيماناً " . ([3]) الثانية : فيه دليل على أن العبد قد يكون حافظاً للقرآن ، وملازماً للصالحين ، ومع ذلك يضل ، والعياذ بالله ، لقوله : ((قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) وهذا كقوله تعالى : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)} [ الأعراف] قال القرطبي رحمه الله : " فدلت الآية لمن تدبرها على أن لا يغتر أحد بعمله ولا بعلمه ، إذ لا يدري بما يختم له" .([4]) وثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ : (( ... فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا ... )) الحديث ([5]) وحينئذ فينبغي للعبد أن يخاف على نفسه ، ويسأل ربه دائماً الثبات على دينه ، فإنه لا يدري ما يختم له . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة )) . ولكن مع ذلك : عليه أن يجتهد في الأعمال الصالحة ، ويستعين الله تعالى على أدائها ، ويحسن الظن بربه ، فإن الله تعالى عند حسن ظن عبده به . الثالثة : فيه مشروعية دفن المسلم بعد موته . وقد جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة دالة على ذلك ، قال تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26)}[ المرسلات] وقال : {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)}[ عبس ]قال ابن عباس رضي الله عنهما : أكرمه بدفنه . قال ابن حزم رحمه الله في " مراتب الإجماع " : (( اتفقوا على أن مواراة المسلم فرض )) . قال الفقهاء رحمهم الله : ويجب أن يكون الميت مستقبل القبلة ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الكعبة : (( قبلتكم أحياء وأموات )) . قالوا : وَمَنْ مَاتَ فِي سَفِينَةٍ غُسِّلَ وَصُلِّي عَلَيْهِ بَعْدَ تَكْفِينِهِ وَأُلْقِيَ فِي الْبَحْرِ سَلاَّ كَإِدْخَالِهِ فِي الْقَبْرِ ، مَعَ خَوْفِ فَسَادِهِ أَوْ حَاجَةٍ ، وَنَقَلَ عَبْدُ اللَّهِ : يُثَقَّلُ بِشَيْءٍ .([6]) والله الموفق .
__________________ أبوفهد |
| |