دعم اليمن:أوفينا بالتزاماتنا وبعض القوى الإقليمية تسعى لزرع بذور الصراع
كرزاي يناشد الملك عبدالله المساعدة في تحقيق المصالحة الأفغانية والمملكة تقدم ١٥٠ مليون ريال إضافية لتمويل المشاريع التنموية
الأمير سعود الفيصل لدى وصوله الى مقر انعقاد مؤتمر أفغانستان في لانكستر هاوس في لندن أمس . (أ.ف.ب)
لندن -وكالات الأنباء:
قال الرئيس الافغاني حميد كرزاي أمام مؤتمر لندن الدولي حول أفغانستان الذي بدأ أعماله أمس انه يتطلع الى "دور أساسي" من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عملية المصالحة الأفغانية، نظراً لمكانة المملكة لدى الشعب الأفغاني ودورها الأساسي في تسوية قضايا الأمة الاسلامية.
وأضاف في سياق عرضه أمام ممثلي سبعين دولة ومؤسسة دولية رؤيته للمصالحة في أفغانستان "لانجاح برنامجنا (للسلام) نأمل ان يتلطف الملك عبدالله بن عبدالعزيز بلعب دور في توجيه ومساندة هذه العملية".
وأعرب كرزاي عن رغبته في تشكيل مجلس وطني للسلام والمصالحة وإعادة الاندماج، ينتج عنه "جيرغا السلام"، وهو مجلس أعلى يجمع قادة القبائل الافغانية، على ان يلعب الملك عبدالله "دورا أساسيا" في ذلك.
من جهته،أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال المؤتمر عن تعهد المملكة بتقديم 150 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات عن طريق الصندوق السعودي للتنمية ، بهدف تمويل المشاريع التنموية في أفغانستان، لتضاف إلى المائتي مليون دولار من المساعدات التي تعهدت بها حكومة المملكة في طوكيو. وأوضح وزير الخارجية أن المملكة تأمل في صياغة سياسة جديدة نحو أفغانستان، لكي يتمتع شعبها قريبا بالأمن والاستقرار. مشيرا إلى أن تلك السياسة ينبغي أن تؤكد على المصالحة الوطنية باعتبارها مطلباً مسبقا ضروريا لتحقيق الأمن مما سيمكن أفغانستان من أن تتطور اقتصاديا واجتماعيا.وهذا بدوره سيؤدي إلى تهيئة ظروف مناسبة لانسحاب سريع للقوات الأجنبية، وتحمل الشعب الأفغاني كامل المسئولية عن شؤون بلدهم. وطالب سموه المجتمعين في المؤتمر بالاتفاق على أنه لا يوجد حل عسكري للمشكلات التي تواجه أفغانستان اليوم، رغم تأكيده على لزوم تحقيق الأمن في أفغانستان والحفاظ عليه، واستمرار الحرب على الإرهاب، لكنه رأى أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق عن طريق الاعتماد على الوسائل العسكرية حصريا، وضرورة تشديد السياسة الجديدة على المصالحة باعتبارها شرطا مسبقا لتحقيق الاستقرار لتتمكن افغانستان من التطور اقتصاديا واجتماعيا.
كما رأى الفيصل أن ما تحتاج إليه أفغانستان هو الالتزام الجماعي بالسعي إلى حل سياسي و دعمه داخل أفغانستان نفسها، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب وجود عملية سياسية شاملة تحقق المصالحة الوطنية القائمة على المشاركة السلمية والفعالة لجميع أفراد الشعب وهذا من شأنه أن يحقق أيضاً هدف عزل الإرهابيين وهذه هي أضمن طريقة لهزيمة الإرهاب.
وأعرب سموه عن تفاؤله بأن ذلك التغيير في السياسة سيحدث في المستقبل القريب. حاثا على أن ألا يُوفر أي جهد للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف.
و كان الفيصل قد شارك أيضاً في مؤتمر دعم اليمن المنعقد في العاصمة البريطانية وقال في مداخلة له أن المملكة تدعم جهود اليمن في الحفاظ على استقراره وأمنه مؤكداً قدرة اليمنيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم بعيداً عن التدخل الخارجي الذي تقوم به بعض القوى الإقليمية والتي تسعى إلى زرع بذور الصراع المدمرة وعدم الاستقرار بين أبناء اليمن.