لماذا نغضب ونرمي بأخطائنا على الاخرين ؟ لماذا نغضب ونرمي بأخطائنا علي الاخرين
لماذا نغضب عندما تصور لنا الأفلام الأمريكية و العربية الخليجيين بأنهم أشخاص يملكون نقوداً كثيرة وعقولاً صغيرة؟ لماذا نغضب وهم يصوروننا بأننا لسنا سوى متخلفين لاهم لهم الا الدفع بغير حساب والتصرف بهمجية؟
لماذا نلعنهم وندعي عليهم اذا كنا نحن من رسم تلك الصورة وبنسبة كبيرة؟
لماذا نغضب؟
اسأل الخليجيين عن شارع الأوكسفورد (الماربل آرتش) في لندن والذين لايعرفون غيره في لندن, واذا ارادوا أن يروا المعالم السياحية ذهبوا لساحة البيكاديلي القريبة من الأوكسفورد!! وعندما تراهم يتسدحون ويتبطحون في مقاهي ذلك الشارع ويتسوقون بشكل جنوني ويشخصون على بعض, عندها سوف تعرف لماذا الأوكسفورد هو الأغلى أسعاراً في لندن!
لماذا نغضب ياخي؟ وعندما تذهب للشانزليزية في باريس تجد أن الخليجيين قد أصبحوا من نومهم في المساء ويذهبون ويرتزون بشكل أفقي في مقاهيها وعندما يريد أن يدفع الحساب يدفعه بشكل مضاعف بخشيشاً خوفاً من الفشيلة أو الإحساس بالنقص أمام فلان الذي يجلس في طرف ذلك المقهى! لماذا نغضب؟ والشانزليزية ترتفع الأسعار فيه وأحيانا يصل الإرتفاع بشكل جنوني فقط لأن رواده هم الخليجيين!
وعندما ترى سيارة لوحاتها سعودية أو قطرية أو كويتية أو اماراتية, فلا تستغرب فنحن نريد أن نري الفرنسيين أننا كشخة, وأننا تقدمنا كثيراً من ناحية الشكل والمظهر! ومنها أننا ننقل حضارتنا المتقدمة للغرب!
ليش نزعل ونلعن؟ وعندما تريد أن تذهب لمصر تجد أن أسعار الفنادق مصنفة (للمصريين, الغرب, والخليجيين) ويكفي أن تعرف أن الأسعار للخليجيين تصل إلى الضعف عن أسعار الغربيين ((حقيقة))!!رغم أن دخل الفرد في تلك الدول الغربية يتعدى دخل الفرد الخليجي الكشخه!
وعندما تريد أن تكشخ في السولدير في بيروت وتفتح البلوتوث وفي رأسك كيلو كريم وجل فيجب عليك أن تجلس في أحد المقاهي وتطلب شيشة وتأكد أنك سوف تدفع ضعف مايدفعه الأجنبي واللبناني, هذا غير الإكرامية حبيب ألبي!!
سألت المرشد السياحي في الباصات السياحية في لندن عن عدم وجود اللغة العربية بينما توجد خمس لغات أخرى فرد علي بأنه يعمل منذ خمس سنوات لم يرى فيها عرب سوى اثنين أنا ثالثهم!!
وقدر الله علي وسألت أحد الخليجيين في تلك المقاهي في باريس عن أوقات الدخول لقصر فرساي فضحك وقال بأنه ومنذ أربعة عشر سنة يأتي إلى باريس لم يرى حتى برج ايفل!!!
كنت في أحد الأيام أنتظر صديق مصري في قاعة فندق في القاهرة فأتى لي مصري يدعوني للدخول للكازينو الخاص بالفندق وعندها اعتذرت فأصر علي قائلاً: الشيخ الفلاني موجود في الكازينو, ولأن اللقافة هي هوايتي الأولى ذهبت لأجد الشيخ الفلاني المعروف يقامر بشكل جنوني ومعه لاعب كرة قدم سابق يترنح ممسكاً بكأس يقاربه طولاً وشاعر يتغنى بالأصول وعلوم الرجال, وملحن قدير يلبس قميص فيه سبعة الألاف لون والكل قد غرق في بحيرة الكحول!!
الشيء الجيد في ذلك الأمر أن الملحن القدير خلّصت فلوسه فأصر عليه الشاعر متكرماً بأن يأخذ من فيشاته قائلاً: تراها فلوس ووسخ دنيا يلعن أبوها! ويلعن أبو اللقافة الي جابت لي القرحة!
الحقيقة لايلام لا مخرجو الأفلام ولا البريطانيون ولا الفرنسيون ولا أخواني المصريون ولا أصدقاؤنا اللبنانيون, فإذا وجدوا من يدفع من غير حساب ولايسأل خوفاً من الفشيلة والنقص فعندها السرقة من المغفل هي واجبة ودستور!
في كل مكان نذهب اليه, نكون علامة واضحة بالسهر والدفع ببذخ والتصرف بعنجهية وغرور يغلفه الغباء ومع ذلك نشتم وندعي على من يصورنا بذلك الشكل!
في كل مكان, تجدنا واضحين بكشختنا الزائدة, ونسائنا اللاتي فهمن السياحة بأنها فقط تسوق ومقاهي وأطنان من المكياج في الوجه, ورجالنا الذين فهموا السياحة بأنها عربدة وقمار!
أكيد أن الكل ليسوا كذلك, ولكن الكثير جدا جداً من هذا النوع الكشخة, دمتم بكشخة .
__________________ مع تحياتي/ نـــاصــــر الزبنــــي |