عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2010, 05:04 PM   #1 (permalink)
.:: عضـو Vip ::.
 
الصورة الرمزية أحمد سالم الزبني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: دوله الكويت
المشاركات: 1,862
معدل تقييم المستوى: 17
أحمد سالم الزبني is on a distinguished road
دراسة ميدانية عن واقع التعليم الأساسي في الأحياء الشعبية ...التخلف الاجتماعي والاكتظا

دراسة ميدانية عن واقع التعليم الأساسي في الأحياء الشعبية ...التخلف الاجتماعي والاكتظاظ بأعداد التلاميذ من أسباب تردي التعليم في الأحياء الشعبية

حلب
تحقيقات
الاثنين18-5-2009
عبد الرحمن حمادي
دعونا نعترف أن إحدى إشكاليات التعليم الرسمي الآن حيرة المنتسبين إليه حول إن كان تعليماً رسمياً مجانياً أم هو تعليم خاص ،
فالتلميذ منذ انتسابه للصف الأول يبدأ بتلقي مفردة (الدروس الخصوصية) وعلى مبدأ أن الدروس الخصوصية هي الوسيلة الوحيدة لتعلم الأحرف الهجائية ومقرر الصف الأول الابتدائي ، ولتتطور هذه المفردة الى ما صار يعرف بالدورات الخصوصية التي يتجه إليها الطالب بقوة منذ الصف السابع ويلتصق بها بقوة في الصف الثامن ، ثم تصبح قدره في الصف التاسع وعلى قناعة تامة لدى أهله ولديه بأنه لن ينجح في الصف التاسع ولن يحصل على العلامات المطلوبة التي تؤهله للمرحلة الثانوية إلا إذا كان جزءاً من هذه الدورات الخصوصية ؟!‏
هذا الواقع يزداد تصاعداً في المرحلة الثانوية ، فمنذ الصف العاشر يجب على الأقل اتباع دورات لغة انكليزية ولغة فرنسية ثم دورات تالية في الصفوف اللاحقة... وهكذا سلسلة من الدورات والدروس الخصوصية التي لا تنتهي حتى مع نجاح الطالب في المرحلة الثانوية وحصوله على الشهادة الثانوية ، فالعلامات غالباً لا تلبي علامات القبول في الفرع الذي يرغب الناجح بالانتساب إليه ولابد من إعادة الامتحان ، ولابد أيضاً من اتباع المزيد من الدورات الخصوصية والدروس الخصوصية وفي هذا كله تبرز الأسئلة المقلقة :‏
ـ هل تحولت المدارس بجميع مراحلها إلى مراكز إيواء للتلاميذ والطلاب لاأكثر بينما تلقي العلم يتم عبر الدروس الخصوصية والدورات الخصوصية المكلفة ؟!‏
ـ هل صار المعلمون كما يقال يمارسون عملهم في المدارس كأداء وظيفي لاأكثر في حين أن أداءهم كمعلمين صار ينصب في الدورات الخصوصية‏
ـ هل انقرضت تماماً قناعة الطالب بالمدرسة على أنها وسيلة يتلقى منها العلم وحلت محلها قناعة أن وسيلة العلم هي الدروس والدورات الخصوصية .‏
هذه الأسئلة المقلقة وغيرها سنحاول الإجابة عنها عبر هذا الملف الذي لا ننكر منذ البداية أنه مقلق ..‏
ـ الأساس لا يؤسس‏
على مدى شهرين وبأوقات مختلفة تم اختيار عشوائي لأسر من مناطق شعبية شملت أحياء تل الزرازير والسكري وبستان الباشا وبحيث بلغ عدد الأسر (50) أسرة تمت دراسة أوضاع علاقتهم بأطفالهم المنتسبين للتعليم الأساسي ومن تقاطع الدراسة تبين ما يلي :‏
ـ 35 أسرة الأب والأم فيها أميون ، أي لا يمكنهم تعليم أولادهم‏
ـ 39 أسرة الأم فيها أمية ، وبالتالي لا تعرف ماذا يدرس أو يتعلم أبناؤها في المدرسة .‏
ـ (15) أسرة الأب فيها متعلم أجاب 50% منهم أنهم بسبب انهماكهم بأعمالهم لاوقت لديهم لتعليم أولادهم‏
ـ (6) أسر فقط أجاب الوالدان أنهما يواكبان أطفالهم في المدارس ويعلمونهم في البيت .‏
ـ بلغ عدد التلاميذ الذين أخضعوا للدراسة من هذه الأسر الخمسين /154/ تلميذاً من الصف الأول حتى السادس ، وقد تبين ما يلي :‏
ـ (60) تلميذاً لا يجيدون القراءة والكتابة رغم تجاوزهم الصف الثالث‏
ـ (100%) من التلاميذاً لايعرفون أي شيء عن اللغتين الفرنسية والانكليزية رغم وجود كتب للمادتين وزعت عليهم من قبل المدرسة‏
ـ (45) تلميذاً أفادوا بأنهم في الصفوف لايتلقون أي تعليم من معلماتهم .‏
ـ (50) تلميذاً أفادوا بأنهم فقط يكتبون الوظائف التي تحددها المعلمات ولكن دون أن يفهموا ما الذي يفعلونه .‏
ـ بالنسبة للأهل كانت آراء 48 أسرة من أصل 50 أسرة أن المدرسة لا تقدم شيئاً لأبنائهم و 42 أسرة أفادوا بأنهم لم يدعوا يوماً لمجالس أولياء الأمور بل لم يسمعوا بشيء اسمه مجالس أولياء الأمور .‏
هذا جزء من النتائج التي توصلنا إليها عبر الدراسة الميدانية لواقع التعليم في الأحياء الشعبية والذي يتلخص كما يلي :‏
1ـ المدارس الابتدائية في هذه الأحياء معظمها تمارس دورها كمراكز إيواء لا مراكز تعليم ، وبالتالي لا تؤسس الطفل للمراحل التالية‏
2ـ اللغة الأجنبية التي صارت جزءاً أساسياً من منهاج التعليم رغم دورها في المنهاج وتوزيع كتبها على التلاميذ لا يتم تعليمها نهائياً .‏
3ـ في ظل واقع الأمية واللهاث وراء لقمة العيش ولامبالاة إدارات المدارس تنعدم كلياً العلاقة ما بين المدرسة والبيت وبين الأهل وأبنائهم وفي المحصلة يتم تخريج قسم كبير من التلاميذ الأميين إلى المرحلة الثانية من التعليم الأساسي ، أي إلى الصف السابع .‏
ـ آراء مدرسية‏
النتائج التي توصلنا إليها من الدراسة السابقة ناقشناها مع عدة مديرات ومعلمات في عدة مدارس موزعة في الأحياء الشعبية التي ذكرناها ، وكان الشرط المسبق من قبل الأخوات المديرات أن لا تذكر أسماؤهن لأن التعليمات تنص على عدم الإدلاء بأية معلومات للصحافة إلا عن طريق مديرية التربية .‏
إحدى المديرات نفت نفياً قاطعاً أن تكون المدرسة مركز إيواء فقط ، بل أكدت أن المعلمات يبذلن جهداً مضاعفاً لأن كل صف يضم أحياناً خمسين تلميذاً وتلميذة ، ومهما بلغت قدرات المعلمة لا يمكن أن تعلم كل هذا العدد .‏
ـ مديرة ثانية أوضحت أنها في كل عام ترسل بطاقات دعوة لجميع الأهالي لحضور مجلس الأولياء ولكن عدد الحضور لا يتجاوز عدد أصابع اليدين .‏
ـ التخلف الاجتماعي في الأسرة ينعكس بدوره على الأبناء ووضعهم في المدرسة ، وترد إحدى المديرات في هذا الصدد الحكاية التالية قائلة : مللت وأنا أرسل طالبة حضور ولي أمر تلميذ في الصف الخامس كثر غيابه عن المدرسة ، وأخيراً حضر الأب وعندما أحضرت ابنه أمامه سأله بلا مبالاة : لك أنت أبن أيّ واحدة ؟! وطبعاً يقصد أي زوجة من زوجاته حيث تبين أن الأب متزوج من أربع زوجات ولا يعرف عدد أولاده !!‏
وتقول مديرة أخرى‏
ـ من تجربتي صرت أعرف أن معظم الأهالي في هذا الحي الشعبي يضعون مسبقاً اخراج أولادهم من المدرسة ووضعهم في مجال العمل الحرفي وهو أحد أسباب تخلف التلاميذ دراسياً مثلاً يأتي ولي أمر التلميذ ويسأل عن وضع ابنه وهو يقول : أريده فقط أن يفك الأحرف ... ثم يتسرب التلميذ بإرادة والده حيث نعرف فيما بعد أنه وضعه في محل ميكانيكي أو نجار ليتعلم صنعة كما يقول الأب ؟!‏
ـ اللغة الأجنبية ... طرفة !!‏
نعم .. تعليم اللغة الأجنبية في المدارس الابتدائية طرفة حقيقية ، فالكتب توزع على التلاميذ ، والتلاميذ بالكاد ينسجمون مع تعلم اللغة العربية ويمضي العام الدراسي دون أن يفتح كتاب اللغة الأجنبية لعدم وجود معلمين للمادة تقول إحدى المديرات :‏
ـ هذا العام تم إرسال مكلفة لتعليم اللغة الفرنسية وكانت المفاجأة أن المكلفة تحمل الشهادة الثانوية فقط ولغتها الأساسية هي اللغة الفرنسية وعندما أعلمت التربية أجابوني أن هذا هو الموجود ، وفي المحصلة لم تعط المكلفة أي درس في اللغة الإنكليزية !!‏
ألم نقل إن تعليم اللغة الأجنبية في المدارس الابتدائية طرفة .‏
في المحصلة :‏
نحن أمام ترد مريع في التعليم الأساسي في الأحياء الشعبية ، وهو ترد يتشارك في أسبابه الأهل والمدرسة ، فهناك اكتظاظ غير معقول في الصفوف المدرسية بحيث تعجز المعلمة عن أداء واجبها ، وضمن واقع التخلف الاجتماعي هناك نظرة الأهل إلى التعليم على أنه لا يؤمن مستقبل أولادهم فيتم تسريب الأطفال للورش والمحال الحرفية لتعليم مهنة .. ولنا متابعة .‏



__________________
[flash=http://www.alzbon.com/vb/ahmad.swf]WIDTH=500 HEIGHT=250[/flash]
القلب يجبرني عليك انت بالذات . ولا العرب واجد وغيرك مزايين
ارجوك كلمني من الروح بسكات . كلمة غلا تجمع قلوب المحبين
للتواصل:s79k@hotmail.com
أحمد سالم الزبني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس