| ذَاتْ مَسَآء .. بَيْنَ النِسْيَآنْ وَذَآكِرَةْ المِرآةْ ..!!
 ذات مساء ..
خرجت مسرعا على غير العادهـ أبحث عن شيئا ما ..!
لا أكترث بالضجيج من حوليـ ..
فقط جُل إهتمامي .. وتفكيري هو البحث ولا شيء غيرهـ ..
أنثر أجزاء جسدي على ساحة المنزلـ الضيّقـ ..
كان الجو مظلما .. لا ليس كئيبـ .. أو مريب !
وإنما يبعث في النفس رغبةً في النزوح الى الزوايا القاتمهـ كثيرا ..
ومع ذلكـ ما زلتـ أبحث ..
أتلمس في العتمة أجزاءي .. وأسئلها .. هل وجدتي شيئا ..؟
أفتح الدولاب والأدراج والستائر والنوافذ والأبواب والتلفاز وألبوم الصور ..
أنا متأكد أنني أبحث عن شيئا ما ..
ولكنني لا أعلم ما هو .. !!
فقط أستمر بالبحث بلا كلل أو ملل ..
شعور بأنني أبحث عن شيء مفقود .. ولكن لا أعلم ماهو ..
استفز حواسي ..
وأرهق التفكير ..
أنثر أشلائي .. في فكري .. في شتاتي
هذا الشيء أعرفه جيدا ..ولكنـ ..!
بين فوضى الترتيب .. واستهتار الرجل الشرقي .. تاهـ ما أبحث عنهـ ..!
أقلّب ألبوم صوري بسرعة ولهفهـ .. كالمجنون الذي يبحث عن نفسهـ .. ولا يجدها ..
هنا وفاء هنا خيانهـ هنا صداقهـ هنا حُب هنا ضحكات وابتسامات هنا مجاملات هنا حزن وهنا فرح وهنا أمل وهنا يأس هنا قمر وهنا شمس ..
انتفضت اطرافي على صوت إغلاقي لهذا الألبومـ .. (بُكـ ) !
هنا بدأت مهمة العينين .. المتلهفهـ المتسارعهـ .. المتأرقهـ .. القلقهـ ..
تناظر المكانـ .. بجاسوسية الخبير .. وفكر الأديب .. وعبقرية المخترع
ولكنـ لا أجد شيئا ..
يا تُرى أين ذهب هذا الشيء ..
أفتح الدولاب بكل قسوهـ .. وإنتظار للمفاجأهـ ..
هذا قميص الصيف الفائت وهذا معطف الشتاء القادمـ .. هذا ثوب من فرح وهذا ثوب من حزن ..
هذا شماغ كفكف دموعا .. وهذا شماغ مازال يحتضن رائحة عطر ..
هذا عقال يملك ذكريات الشباب ..ومفارقة الطفولهـ .. !
أقلبها سريعا متلهفاً .. ولا أجد شيئا ..
أغلق الدولاب .. والغضب يسري في أجزاء جسدي .. بكل غضبـ ..
ياترى أين ذهب .. ؟
أذهب بكل كبرياء للدرج الذي فتحتهـ .. ألف مرةٍ من قبلـ ..
ولكن عل وعسى أن يكون هذا الشيء بهـ ..
أفتح الدرج ..
أنبش الأغراض ..
تعم الفوضى بمجرد ملامسة أطرافي لمحتوياتهـ ..
هذهـ نظارهـ .. غطتني يوما عن الشمس وخلعتها عند رؤية القمر ..
هذهـ وردهـ .. لا أعلم عنها شيئا .. !!
هذا عطر .. له سنين يمتزج بعرقي .. ويجعلني أبنا للزهر بنكههـ رجوليهـ ..
هذهـ ساعة .. لها ذكرياتـ .. لا أذكر منها سوى انني كسرتها يوما على وقتا معينا ..
أغلق الدرج ..
تبا ..
أين ذهب .. ؟ أين أختفى ..؟
أفتح الستائر ..
أتفقدها .. أتأملها .. أحدق بها مليا ..
أغلقها سريعا ..
لأنهـ لا يمكن أن يتواجد هذا الشيء خلفـ ستار .. لأنني أشعر بأنهـ ليس خجولـ ..
نسماتـ الليلـ ..حثتني على فتحها مجددا ..
أفتح النافذهـ ..
أستنشقت عميقاً ..
محاولا .. أن أتذكر .. أين هو ..؟
ألتفت سريعا .. بكل جنون ! نعم بكل جنونـ .. فما أبحث عنهـ شيئا مهما ..
وإن كان حدسي يشعرني بذلكـ ..
أفتح التلفاز ..
لا ..لا ..
لا يمكن أن يتواجد هنا ..
أغلقهـ .. والقشعريرهـ تسري بجسديـ ..
لا أعلمـ عندما أطفئتهـ ..بماذا شعرتـ .. !
فقط شعرتـ أنني قريب مما أبحث عنهـ ..
إتجهت الى الباب لكي أفتحهـ وأخرج ..
ولكنـ تذكرت شيئا .. عله يُذكرني بالشيء الذي أبحث عنهـ ..
ذهبت أبحث في مرآتيـ ..
فوجدت ما أبحثـ عنهـ ..
لقد وجدتهـ ..
وأخيرا .. وجدت نفسيـ .. !
فلقد كنت أبحث عنها كثيرا .. وبلا جدوى ..
فنفسي تناثرت بكل ما لدي .. وأصبحت جزءا منهـ ..
وإن كان إنعكاسها على شاشة تلفازيـ .. مُغلقاً ..!
أرهقني قليلا الا أنني علمت انني أقتربت من أن أجدها ..
أقسى مساء قد يواجهكـ ..
ليس ذاكـ الذي تبحث فيه عن الآخرينـ ..
وإنما الذي تبحث فيهـ عنـ نفسكـ ..!
وقد وجدتـ نفسيـ .. فهل ستجدونها لو تاهتـ منكمـ ..؟
اعجبتني ونقلتهاااا لكم..
__________________
أملك كنوز الارض بلمسة يديني * لاني قدرت املك صلاتي والايمــان
واحكم ملايين البشر في يميني * لاني قدرت املك هوى النفس باحسـان
ويملكني اللي بالوفاء يحتويني * ويرخص بعيني اقرب الناس لو خــان
الله خلقني مالي العز عينـي * والله اموووت ولا يجي يوم وانــهان
|