حين يحمل صوت القارئ شرف المكان والزمان
يعيش المصلون خلف الشيخ في تلاوته كل آية وكل كلمة من كتاب الله الكريم معايشة المستمع المعتبر، فتكون حلاوة الصوت وقوة التأثير، أدوات توصيل المعنى إلى القلوب قبل الآذان.
هو أبو عبدالعزيز عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله، (الملقب بالسديس)، ويرجع نسبه إلى (عنزة) القبيلة المشهورة، ولد في الرياض عام 1382 وهو من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم، وقد حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، حيث يرجع الفضل في ذلك بعد الله لوالديه، فقد ألحقه والده في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، بإشراف فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبد الله آل فريان، ومتابعة الشيخ المقرىء محمد عبدالماجد ذاكر، حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة، كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان. تم تعيينه إماماً و خطيباً في المسجد الحرام في 1404، وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه.
حصل على الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير (ممتاز) عن رسالته (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق) عام 1416، وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة، وناقشها معالي الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والدكتور علي بن عباس الحكمي، رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى آنذاك.
وقبل رمضان بأيام استقبله عمدة بامبري في بريطانيا، وزار المرضى السعوديين في مستشفيات لندن، وألقى خطبة الجمعة في مسجد المركز الثقافي الإسلامي وسط العاصمة البريطانية، ودشن التوسعة الثانية لمسجد شرق لندن. وقبل زيارة بريطانيا أصدر المجلس العلمي بجامعة أم القرى قراراً بترقيته إلى درجة"الأستاذية" في الفقه وأصوله، وصدر له مؤخراً كتاب الواضح في أصول الفقه دراسة وتحقيق للإمام أبي الوفاء علي بن عقيل بن محمد البغدادي الحنبلي – من فصول العموم إلى بداية فصل نسخ القرآن بالسنة.
وهكذا تعيش جموع المصلين خلف الشيخ السديس أجواءً روحانية جمعها شرف المكان بالمسجد الحرام، وشرف الزمان بشهر رمضان.